في يوم وطني وحدوي قرر فيه الشعب الفلسطيني بكافة فصائله الوقوف صفا واحدا بوجه الاحتلال وداعميه في الادارة الامريكية من خلال التضامن الواسع مع قضيتهم العادلة بمناسبة استشهاد الاسير المناضل سامي ابو دياك والتظاهر الشعبي الواسع احتجاجا على إعلان وزير الخارجية الامريكي بومبييو المؤيد والداعم لغول الاستيطان في الضفة الغربية، وكذلك التقدم الثابت نحو المصالحة من خلال الانتخابات وتحديدا توجه السيد حنا ناصر لتسلم الرد الوطني الايجابي والمكتوب من حماس للسيد ابو مازن.
في هذا اليوم المميز قرر من قرر من أجهزة امن السلطة اقتحام خيمة الاعتصام السلمي والوطني والحضاري لأسرى ومناضلين من الشعب الفلسطيني يطالبون بتوفير لقمة عيش ابنائهم وإعادة رواتبهم التي تم قطعها بغير وجه حق، الامر الذي دفع حركة حماس إلى إظهار احتجاجها المفهوم من خلال تأخير تسليم الرد الايجابي والمكتوب -لعدة ساعات على الارجح- للسيد حنا ناصر، فهل قرار الاقتحام اذن غباء أم حماقة أم ماذا؟!
لا يريد اي وطني فلسطيني ان يصدق ان قرار الاقتحام لخيمة الاعتصام كان قرارا واعيا ومدروسا ومع سبق الاصرار والترصد من جهة فلسطينية معنية وتتضرر مصالحها من أيام الوحدة الوطنية وتسعى جاهدة لتخريب أجوائها وتوجهاتها ضد الاحتلال؛ لما يحمله هذا الامر من معان كارثية إضافية على اوضاع ومستقبل الشعب الفلسطيني، وعليه فإن قوى الوحدة داخل الشعب الفلسطيني مطالبة بمزيد من الوعي والجهد لقطع الطريق على اي تداعيات لهذا القرار سيئ الذكر.
من الواضح ان قرار حماس تأجيل تسليم الرد الايجابي والمكتوب للسيد حنا ناصر في قطاع غزة لا يشكل بأي حال من الاحوال تراجعاً ولو بسيطاً عن التوجهات الوطنية المشرفة التي أظهرتها الحركة من خلال تقديمها الكثير وإظهارها المرونة العالية من أجل المضي قدماً في مسار المصالحة والانتخابات التشريعية كمقدمة لها.
إنما هي رسالة واعية تحذر من استمرار حالة القمع في الضفة الغربية، ومن عدم إمكانية تجاوز الحريات كشرط موضوعي وعقلاني للانتخابات والمصالحة.
وهكذا لن ينجح قرار اقتحام خيمة الاسرى والمحررين في حرف سفينة الوطن الماضية نحو الوحدة عن مسارها ان شاء الله.