في وداع أخي الحبيب المفكر د. عبد الغفار عزيز/ باكستان

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
كتب : شعبان عبد الرحمن

رحم الله الصديق العزيز الدكتورعبدالغفار عزيز رئيس مكتب العلاقات الخارجية للجماعة الإسلامية في باكستان والأمين العام المساعد للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي لقي الله أمس الاثنين (الاثنين  18صفر1442 الموافق 5 أكتوبر 2020م) بعد صبر واحتساب علي المرض العضال الذي أصابه منذ أبريل الماضي.

بموته – يرحمه الله – فقدت الجماعة الإسلامية فارسا من فرسانها وفقدت الساحة الإسلامية في شبه القارة الهندية بل العالم الإسلامي علما من دعاتها ومفكريها .. حمل في قلبه ومشاعره حب وطنه وتحرك بهمة عالية بقضايا دينه وأمته وهموم دعوته بكل تفان وإخلاص.

وبفقده فقدت الساحة السياسية والإعلا مية في باكستان والمنطقة كاتبا ومحللا ومفكرا، كان يجيد التعبيرعن فكرته ومفاهيمه ومواقف جماعته الوطنية والإسلامية بمهارة وعمق وقوة في الطرح مصحوبا بطلاقة في الوجه وتواضع جم .

وقد فتح القلوب وأحدث حراكا وتواصلا بين المسلمين في #باكستان وشبه القارة الهندية وبين العالم العربي أجمع فكان خير سفير لبلاده بلسانه العربي الفصيح وكان خير معبر عن العالم العربي لدي الشعب الباكستاني .

وقد حول إدارة العلاقات الخارجية التي كان يديرها مع فريقه المحترم باقتدار إلي شريان نابض بالحيوية والتواصل مع العالم العربي وباتت قضايا العرب والمسلمين حول العالم حاضرة على مائدة بحث هذه الإدارة حيث يتم نشرها وشرحها علي المجتمع الباكستاني، وباتت قضايا العالم العربي السياسية والفكرية والاجتماعية أكثر حضورا في باكستان عبر الدكتور عبد الغفار بعد انضمامه للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وتوليه موقع الأمين العام المساعد للاتحاد .

وقد تشرفت بزيارته في مكتبه بمقر الجماعة الإسلامية بالعزيزية بمدينة لاهور قبل عشر سنوات تقريبا، تعرفت خلالها على آليات عمله وشاهدت كيف حول ذلك الرجل وزملاؤه الأفاضل تلك الإدارة إلي خلية نحل لا تهدأ .

ومن يومها استمر تواصلنا عبر لقاءاتنا في دولة الكويت ووسائل التواصل حتى خَفَت التواصل قبل فترة، فظننت أنه الانشغال بالعمل ومشاغل الحياة، ولم أكن أدري أنه بدأ مع مرضه الشديد الطريق إلى لقاء ربه الكريم الحليم، وأشهد أنه كان مهموما بقضايا بلاده وأمته وخاصة قضيتي كشمير وفلسطين ، ودودا .. بشوشا وهادئا في طرحه بما يدخل علي النفس السكينة والارتياح .

أخي الحبيب عبدالغفارعزيز أودعك بما ودع به أمير الشعراء صديقه حافظ إبراهيم  شاعر النيل رحمهما الله :
الحـقُّ نـادَى فاسْـتجَبْتَ، ولـم تَـزلْ
بــالحقِّ تحــفِلُ عنـدَ كـلِّ نِـداءِ

فطبت حيا وميتا ..وأسأل أن يغشاك برحمته ويجعل قبرك روضة من رياض الجنة ..وان يسكنك الفردوس الأعلي من الجنة وأيلهم أسرتك وعائلتك وتلامذتك وأصدقاءك وكل محبيك الصبر والسلوان.

(*) رئيس تحرير مجلة المجتمع الكويتية سابقًا

اكتب تعليقك على المقال :