عندما يصبح الوضع الوبائي في البلد مقلقًا جدا، فإن أي ملاحظة حتى لو كانت تافهة يمكن أن تحدث فرقًا في المعركة الدائرة مع الفيروس الذي هزمنا حتى الآن بنتيجة كبيرة جدا.
اتصلتُ بصديقي لأطمئن عليه بعد أن وردتني رسالة منه تعلمني بإصابته بكورونا. سألته عن صحته فأجاب أنها جيدة والحمد لله. قال لي إنهم أرسلوا له رسالة تفيد بأن نتيجة المسحة المأخوذة منه إيجابية.
وإلى هنا والأمر طبيعي جدًّا، لكن ما هو غير طبيعي أن المسحة أُخذت منه بتاريخ 26/ 10 الماضي، والرسالة وصلته في 10/11؛ أي بعد 15 يومًا من المسحة!!
الطريف في الأمر أن طبيبًا من وزارة الصحة اتصل به لمتابعة حالته، فأعلمه أن مسحته أخذت قبل 15 يومًا؛ أي إنه حتى لو كان مصابًا حقًّا فقد أمضى فترة الحجر المطلوبة وزيادة، إلا أن الطبيب قال له: “نحن نعتمد تاريخ التبليغ!!! عليك حجر نفسك!!!”، أليست هذه نكتة.
الأنكى هو رد فعل الطبيب عندما أخبره بأن المسحة عمرها 15 يوما، حيث قال له: عادي. صارت مع غيرك كثير!!
ماذا يعني أن تتأخر نتيجة فحص الكورونا؛ يعني أن كل الذين خالطهم صاحبنا خلال 15 يوما، وهم بالمئات طبعًا كانوا معرضين للإصابة، والله وحده أعلم كم أصيب منهم وكم نجا!!
نأمل أن تكون حالة صديقي استثنائية، لكن ما نراه من تفشي الوباء لا يجعلنا متفائلين كثيرا.
لا بد من وضع حد لتلك الفوضى وتلك الأخطاء، ولا بد لوزارة الصحة والحكومة أن تكون على قدر المسؤولية التي ارتضت أن تحملها، لا أعتقد أن أيًّا من رئيس الحكومة أو وزرائه عُيّن في منصبه رغمًا عنه.