سارع عشرات الرؤساء حول العالم إلى تقديم التهاني لدونالد ترامب بفوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
بالطبع ليست كل تلك الاتصالات نابعة عن غبطة وسرور بهذا الفوز، بل إن معظمها يأتي في سياق الاضطرار وتجنب عواقب طفل مغرور متهور.
يجمع من يعرفون ترامب وأطباء نفسيون أن شخصية ترامب شخصية نرجسية تدور حول ذاتها ولا ترى إلا ذاتها، كما أنه يصعب التنبؤ بسلوكه وسياساته، لذلك فالعالم يقف على قدم واحدة في انتظار ما سيحدث خلال الأربعة أعوام القادمة هذا بافتراض أن الرجل سيكمل مدة رئاسته.
وعليه فقد قدم رئيس كوريا الجنوبية السابق مون جاي إن عدة نصائح للرؤساء في كيفية التعامل مع هذا الطفل الكبير المدعو دونالد ترامب.
مون هو الذي أقنع دونالد ترامب بالجلوس مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من بعد المشادات الكلامية بينهما والتنافس من زره النووي هو الأكبر. حيث كانت تلك القمة مفاجأة عالمية وأمريكية بامتياز، وهي ما لم يكن يتوقع حدوثها أحد.
إليك النصائح التي قدمها مون في فن التعامل مع ترامب.. بالطبع هذه النصائح هي للرؤساء فقط.
1 – تقبل الطبيعة التجارية للعلاقة
يعتقد مون أن التعامل مع نهج ترامب التجاري في التعامل مع السياسة قد يكون أسهل من التعامل مع أولئك الأقل صراحة. ويرى أن ترامب صادق بشأن ما يريده ولا يراوغ مراوغة السياسيين.
يقول مون: “من الصعب التعامل مع شخص قد يكون مبتسما ولكن من الصعب قراءته لأن أفعاله تتحدث بشكل مختلف. كان ترامب صادقا بشأن ما يريده، لكنه احترم أيضا أنني كنت ملزما بالوفاء بالوعود التي قطعتها لشعبي كرئيس لكوريا، تماما كما فعل هو”.
2- الاستفادة من غرور ترامب
كان مون يعلم أن ترامب يحب أن يكون الأول والأفضل، وأن هذه الرغبات غالبا ما تدفع عملية اتخاذ القرار. لذلك فإنه عندما احتاج إلى أن يكون ترامب على متن الطائرة للقاء كيم جونغ أون، فقد غذى مون غرور ترامب مباشرة من خلال تضخيم إرث ترامب المحتمل.
3- مناشدة الوطنية الأمريكية
يحب ترامب الشعور بالاحترام، وقد قرر مون أن لا شيء يُظهر احتراما أكبر للأمريكيين من إظهار الإعجاب بجيشهم ووطنيتهم.
4- تعيين خريج من كلية وارتون ليكون في فريقك
يعلم الجميع أن ترامب فخور بشهادته من كلية وارتون لإدارة الأعمال، جامعة بنسلفانيا، لكن مون شهد بنفسه كيف يمكن أن تعمل علاقات الخريجين لصالحه.
أثناء زيارته الأولى للولايات المتحدة، كان مون وحاشيته يتحدثون مع ترامب عندما ذكر جانغ ها سونغ، رئيس موظفي مون للسياسة، أنه خريج كلية إدارة الأعمال بجامعة بنسلفانيا. فوجئ ترامب بسرور، قائلا “صحيح.. وارتون، مدرسة جيدة”، وكانت تلك هي اللحظة، كما قال مون، عندما بدأ المزاح الودي حقا.
لكن النصيحة الخامسة كانت لافتة وهي:
3- لا تخف من اللعب بقوة
قد يشعر بعض القادة الأجانب بالعجز في مواجهة سمعة ترامب باعتباره متنمرا يصر على تحقيق مراده. ولكن الزعماء يستطيعون وينبغي لهم أن يردوا دون خوف من الانتقام.
كتب مون: “عندما يتعلق الأمر بقضية تقاسم تكاليف الدفاع، لم يكن هناك تقدم في المفاوضات لفترة من الوقت لأن طلبات ترامب كانت مفرطة، لكن هذا لم يسبب أي صعوبات في علاقتي مع ترامب أو العلاقة بين كوريا والولايات المتحدة. حتى بين الحلفاء، نتصادم من أجل مصلحة بلداننا، لذلك أدركت أن كل ما أحتاج إلى فعله هو إعطاء الأولوية لكوريا بثقة”.
إن هذه الثقة تعني القدرة على الرد بحدة، حتى لو كان ذلك لزعيم أكبر اقتصاد في العالم.
هذه النصيحة أعجبتني جدا.