أكثر من 1300 أسير فلسطيني سيشرعون في الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام يوم الجمعة القادم، وهذه ستكون المرحلة الأولى إذا تعنتت سلطات الاحتلال ولم ترضخ لمطالبهم.
“الإضراب الكبير” حسب ما وصفته وسائل إعلام سيكون نقطة فارقة في الأراضي الفلسطينية المحتلة كافة، حيث تأتي في ظروف مواتية جدا، ويتوقع أن يكون التضامن الفلسطيني معها عالياً جدا وفي كافة المناطق.
الهدف المباشر للإضراب الذي تشارك فيه كافة الفصائل الفلسطينية هو وقف سياسة القمع والتنكيل والتنقلات التعسفية، وإنهاء العقوبات المفروضة على مئات الأسرى، وعودة الظروف الاعتقالية إلى ما كانت عليه قبل 5 أيلول 2021 (عملية جلبوع البطولية).
ورغم ذلك، فإن تداعيات الإضراب لن تبقى داخل جدران المعتقلات الصهيونية، بل ستترافق مع فعاليات جماهيرية وصدامات مع قوات الاحتلال في كافة المناطق؛ ما سيحول فلسطين كل فلسطين إلى ساحة مواجهة مفتوحة ربما تصل إلى المواجهة المسلحة، وإذا ما واصل الاحتلال تعنته وغطرسته فربما تتدحرج الأمور إلى انتفاضة ثالثة.
الحركة الأسيرة لما لها من سلطة معنوية كبيرة لدى الشعب الفلسطيني، لا يستطيع أحد أن يقف أمام خياراتها إذا كانت صادرة عن إجماع الفصائل هناك، ولذلك فسيكون موقف السلطة محرجًا، خصوصا بعد تصريحات رئيسها محمود عباس عقب القمة الثلاثية التي عقدت في القاهرة التي قال فيها إنه سيسعى إلى تهدئة الأمور في الضفة الغربية.
لذلك لن تجد السلطة بُدًّا من التساوق مع الإضراب وفعاليات الشعب الفلسطيني، وربما تسعى للضغط حتى تلبى مطالب الأسرى.
حركة فتح ستجد نفسها في قلب معركة الإضراب الكبير، فاثنين من زعمائها: مروان البرغوثي وكريم يونس، سيشاركان في الإضراب في مرحلة لاحقة.
الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية حذرت من تمادي الاحتلال في تعنته وتوعدته.
المقاومة في الضفة الغربية، وخصوصًا في مدينة جنين مسقط رأس أبطال “عملية جلبوع”، ستكون أصابعها على الزناد، فهي في الواجهة الآن.
الإقليم سينشغل بالأحداث في فلسطين، حيث بدأت بوادر توافق مع الاحتلال تلوح بالأفق! وبدأ رئيس حكومة الكيان يجد ترحيبًا في القاهرة وعمّان.
تلك الأحداث ستربك المشهد، وربما تعيد الأمور إلى المربع الأول، خصوصًا إذا امتد التضامن مع الأسرى إلى الخارج كما هو متوقع.