لن يستسلم الشعب الفلسطيني أبدا، ولن يعيد خطأ عامي 1948 و1967، فرغم أن القضية الفلسطينية ذو بعد إسلامي وعربي صارخ، إلا أنه ما حك جلدك مثل ظفرك.
أثبتت الأيام والأحداث أن المسلمين والعرب المشغولين بقضاياهم الخاصة، وما أكثرها، لن يذكّرهم أو يحركهم تجاه فلسطين إلا الطليعة الثابتة على أرضها.
أجل الفلسطينيون هم الطليعة، وهم الكاز الذي يشعل الفتيل، وهم الشرارة التي تنطلق لتوقد النيران، هذا قَدَرهم.
هنا في فلسطين تكمن قوة القضية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني الثابت على أرضه المتمسك بحقه المطالب به هو ما يبقي هذه القضية حية في نفوس المسلمين والعرب.
أثبت الشعب الفلسطيني في أحلك الظروف، ورغم تخلي القريب قبل الصديق عنه، أنه قادر على المقاومة، واجتراح الأساليب والمبادرات التي تبقي قضيته حية في نفوس المسلمين والعرب.
بعد مفاجأة مسيرات العودة التي أرّقت جيش الاحتلال الصهيوني وعصابات المستوطنين في غلاف غزة، ابتكر الفلطسينيون مبادرة صلاة الفجر العظيم.
لقد غصت جنبات المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي في الخليل بآلاف المصلين الذين جاؤوا ليقولوا للعالم كله؛ لليهود والأمريكان والعملاء والجبناء: سوف نبقى هنا، نحن أصحاب الأرض وكلهم زائلون.
لن تنتهي مبادرات ومفاجآت الشعب الفلسطيني، ففي جعبته الكثير الكثير، ويوما ما سيقول شلومو لهيرتزل: من سوء حظنا أننا اخترنا هذه الأرض لنحتلها!