الصيد الجائر، وجمع بيضه من الأعشاش، مخاطر حقيقية باتت تشكل تهديدا على وجود طائر “الحجل” الفلسطيني في الطبيعة بجبال الضفة الغربية المحتلة.
هذه المخاطر دفعت الفلسطيني يوسف نصار (50 عاما)، لإطلاق مبادرة لإنقاذ الطائر من الانقراض.
يعمل “نصار” على شراء بيض “الحجل” بشكل متواصل، ويجري عملية تفقيسه باستخدام أجهزة خاصة، ويتولى رعاية الفراخ قبل أن يطلقها في الطبيعة.
و”الحجل” المعروف شعبيا باسم “الشنار”، طائر مقيم غير مهاجر يعيش في الجبال، ينتمي لرتبة الدجاجيات، لونه رمادي وأسود من الأعلى، والجوانب بيضاء كستنائية مخططة، والوجه أبيض محاط بقلادة سوداء.
ويعرف الطائر بصوته المميز الذي يجمع بين نقنقة الدجاج وزقزقة العصافير، كما أنه يعيش على الأرض مثل الدجاج، ولا يحلق في السماء.
وتحظر سلطة جودة البيئة الفلسطينية صيد طائر “الحجل” أو جمع بيضه، وتعلن بين الحين والآخر عن اعتقال صيادين غير مرخصين في جبال الضفة الغربية، خرقوا قرار الحظر.
وبينما ينشغل نصار في رعاية فراخ “حجل” صغيرة تم تفقيسها حديثا بمنزله في مدينة الخليل، جنوبي الضفة، يقول للأناضول: “الحجل طائر رقيق يعشق الحرية ويحتاج معاملة لطيفة”.
ويشير أنه بدأ مبادرته منذ أكثر من عام حيث يشتري بيض “الحجل” من السوق ويضعه في حاضنات خاصة (فقاسة)، وبعد تفقيسها يعمل على رعايتها لنحو 10 أشهر، ثم يعيدها إلى الطبيعة طيورا قوية.
ويقول: “قبل 20 عاما كان الحجل منتشر في الطبيعة بشكل كبير، بينما اليوم أعداده قليلة للغاية بسبب الصيد الجائر وجمع بيضه وبيعه، وهذا يهدد وجوده”.
ويوضح الرجل أن هناك إقبال على شراء بيض “الحجل” حيث يأكله الفلسطينيون مثل بيض الدجاج.
وبمجرد أن يعلم “نصار” بصياد تمكن من جمع كمية من بيض “الحجل” يتوجه إليه ويشتري ما جمعه.
ويقول: “أينما يوجد بيض الحجل أذهب وأشتريه. لا يمكن إعادة البيض للطبيعة لذلك أعمل على وضعه في فقاسات خاصة ومن ثم رعاية الفراخ وإعادة تأهيلها قبل إطلاقها في الطبيعة”.
ومنذ بداية مبادرته، تمكن “نصار” من إعادة نحو 18 طائر “حجل” إلى الطبيعة، ويأمل هذا العام أن يتمكن من إطلاق ما يزيد عن 50 طائرا.
ويضيف نصار، إنه يعشق الحياة البرية ويرى أن إطلاق الطيور في الطبيعة ثقافة يجب أن تعمم حتى لا تنقرض مثل هذه الأنواع النادرة والجميلة.
وأطلق الفلسطيني نصار حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لحث الصيادين بشكل خاص على إطلاق طيور “الحجل” في الطبيعة لمنع انقراضه، الأمر الذي يهدد التنوع البيئي في فلسطين.
وفي السياق، يقول عماد الأطرش، رئيس جمعية الحياة البرية الفلسطينية (غير حكومية) لمراسل الأناضول، إن “الحجل الفلسطيني مهدد بفعل صيده وجمع بيضه بشكل كبير”.
ويؤكد الأطرش أن الحفاظ على طائر “الحجل” يحتاج إلى تفعيل القانون الفلسطيني بتجريم صيد الطيور وجمع بيضها.
ودعا الجهات الفلسطينية المختصة إلى مصادرة بيض “الحجل” من الأسواق وتفريخها ورعاية الطيور وتأهيلها لإعادتها للبيئة