وذلك جوابا على السؤال الوارد للمجلس ونصه هل يسقط الوضوء بسبب ملابس العزل الطبي للوقاية من فايروس كورونا لا سيما للكوادر الطبية وهل يجوز التيمم في هذه الحالة وكيف يتم التيمم ؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين أما بعد :
فإن الوضوء شرط لصحة الصلاة، فلا تصح الصلاة بغير وضوء للقادر عليه الواجدا للماء والقادر على استعماله.
لقوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا [المائدة : 6] ولحديث النبي صلى الله عليه وسلم :” لايقبل الله صلاة بغير طهور” وتأسيساً عليه فإن من يحتاج للبس الملابس الطبية العازلة للوقاية من فايروس كورونا من الكوادر الطبية فعليه أن يتوضأ للصلاة قبل لبس هذه الملابس ويحتاط لنفسه كما يحتاط لصحته وعليه أن يجتهد أن يبقى على طهارة أثناء لبس هذه الملابس إذا لزم أن يستمر لبسها لفترات طويلة فإذا انتقض الوضوء ودخل وقت الصلاة ولم يتمكن من الوضوء مرة أخرى بسبب هذه الملابس وثبت صعوبة نزعها أو تغييرها وخاف فوات وقت الصلاة واحتاج للوضوء فعليه أن يجتهد أن يأتي بالوضوء كاملا فإن لم يتمكن فيجوز له أن يستخدم التيمم في هذه الحالة ويجوز أن يتيمم مع لبس القفازات الطبية للحاجة ورفعا للمشقة.
والتيمم كما هو معلوم على الراجح من أقوال العلماء ضربتان: ضربة للوجه، وضربة للكفين.
وإن لم يتيسر له الوضوء ولا التيمم صلى صلاة فاقد الطهورين للعذر ولا إعادة عليه ويمكنه أن يجمع بين الصلاتين ؛ بين الظهر والعصر ،والمغرب والعشاء ولو كان منفردًا وذلك للحاجة ورفعًا للمشقة والله أعلم.
مجلس علماء الشريعة /جماعة الإخوان المسلمين / الأردن
10 شعبان 1440هجري
الموافق 3 نيسان 2020 ميلادية
