فوجئ موظفو سلطة الآثار الإسرائيلية، باكتشاف مسجد قديم يعود إلى 1200 عام، في أرض بمدينة رهط في النقب.
والمسجد عبارة عن غرفة تتسع لنحو 25 شخصا، وفيها محراب باتجاه القبلة بمدينة مكة، ويعتبر دليلا إضافيا على الوجود القديم للمسلمين في المنطقة.
وقال الدكتور نوي ميخائيل، الخبير بسلطة الآثار الإسرائيلية، وأحد مدراء الحفر في رهط، إنهم بدأوا العمل في يناير/ كانون الثاني من العام الجاري.
وأضاف: “اكتشفنا عددا من المواقع التي تعود للفترة الممتدة من العصر البيزنطي إلى العصر الإسلامي المبكر”.
وتابع: “ما هو مثير، هو أنه يمكنك رؤية الانتقال من الديانة المسيحية إلى الإسلام، فهناك كنائس ومسجدين، الأول تم اكتشافه عام 2019 والآخر الذي تم اكتشافه هذا العام، وليس بعيدا من هنا، هناك عقار فاخر يشمل منزلا ريفيا من العهد الأموي”.
وقال ميخائيل: “ولذا بشكل عام، فإنك تشاهد هنا الانتقال من العصر البيزنطي إلى العصر الإسلامي المبكر، وهي من المؤشرات الأولى على الإسلام في المنطقة”.
وهذا هو المسجد الثاني الذي يتم اكتشافه في المنطقة، بعد المسجد الأول الذي تم اكتشافه عام 2019 ويعود إلى 1200 عام أيضا.
وقال ميخائيل وهو يشير إلى موقع المسجد: “في هذا المبنى البسيط المكون من غرفة واحدة، يوجد محراب باتجاه الجنوب أي باتجاه مدينة مكة”.
ولفت إلى اكتشاف فرن بالقرب من المسجد، يعود لأواخر الفترة البيزنطية، أي القرن السابع الميلادي.
وأضاف: “كان فرنا كبيرا ومفتوحا ولا أدري بالضبط ماهية استخدامه، ربما لإعداد الطعام أو أي أمر آخر، ولكن هناك اعتقاد كبير بأنه لم يكن مستخدما حينما تم بناء المسجد، في نهاية القرن الثامن أو بداية القرن التاسع”.
وقال: “نعلم أنه في الفترة البيزنطية كان خلف المسجد مزرعة كبيرة، وعلى التلة المقابلة هناك مزرعة تعود إلى الفترة العباسية، وإلى الشمال هناك العقار الفاخر، وبذلك فإن المسجد أقيم ما بين هذه الأبنية”.
وجرت الحفريات استعدادا لتوسعة مدينة رهط، البدوية العربية.
وفي هذا الصدد، يقول د. ميخائيل: “في محيط المسجد المكتشف، سيكون هناك حي كبير، ونأمل الحفاظ عليه، رهط هي مدينة مسلمة”.