باستخدام ثلاثة تلسكوبات خاصة بوكالات الفضاء الأميركية والأوروبية والهندية، تمكن فريق دولي مشترك من رصد ما يعتقدون أنه أكبر انفجار في تاريخ الكون بعد الانفجار العظيم، في تجمع مجرات يبعد حوالي أربعمئة مليون سنة ضوئية عن الأرض.
نفاثات هائلة
جاءت النتائج، التي نشرت في 27 فبراير/شباط في دورية “ذي أستروفيزيكال جورنال”، لتقول إن مصدر هذا الانفجار هو ثقب أسود عملاق يوجد داخل مجرة تقع في مركز “عنقود مجرات الحواء”، والعناقيد المجرية هي تجمعات لعدد من المجرات بفعل جاذبيتها المتبادلة.
وعلى الرغم من أن الثقوب السوداء، كما هو معروف، تجذب المادة إليها ولا تطلقها للفضاء، فإن المادة التي تقع خارج الثقوب السوداء يمكن أن تتزاحم بكثافة شديدة لتنطلق في صورة نفاثات هائلة تخرج من سطح الثقب الأسود، قبل الدخول إليه.
وكان الباحثون من تلسكوب “تشاندرا” التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) قد لاحظوا، في عام 2016، وجود ما يشبه الانحناء الدائري في البلازما الممتدة بين المجرات في هذا التجمع، لكنهم لم يتصوروا أبدا أن تكون بسبب مادة منطلقة من الثقب الأسود، لضخامة حجمها.
يحتوي الوسط بين المجرات، في العناقيد المجرية، على كميات هائلة من الغاز الساخن جدا (يسمى البلازما)، ولا يمكن أن يرى هذا الغاز في نطاق الضوء العادي، لذلك يحتاج العلماء إلى تلسكوبات مثل “تشاندرا”، يمكن أن ترصد في نطاق الأشعة السينية.
فحص دقيق
وبحسب الدراسة الجديدة، فإنه بعد فحص أكثر دقة لهذا الانحناء وجد أنه مرتبط بفجوة في البلازما المجرية سببتها النفاثات الهائلة الصادرة من الثقب الأسود العملاق الموجود في مركز العنقود المجري، وعرض تلك الفجوة يساوي أكثر من 15 مجرة بعرض مجرتنا درب التبانة.
وبذلك يكون هذا هو الانفجار الأكبر من نوعه في تاريخ الكون بعد الانفجار العظيم، بحسب ما يعتقد العلماء، حيث كان صاحب هذا المركز سابقا هو انفجار آخر يظهر بوضوح في البلازما التي تغلف تجمع المجرات المسمى MS 0735 والمكتشف قبل 17 عاما، وعرضه يماثل ست مجرات بعرض درب التبانة.
وبحسب الدراسة، فإنه يبدو لهذا الفريق من الباحثين أن الانفجار في مركز عنقود مجرات الحواء قد توقف، حيث لا تشير الأرصاد الحالية إلى مزيد من النفاثات الصادرة من الثقب الأسود.
المصدر : الجزيرة