ابتكر علماء روس أداة مخيفة لـ «قراءة العقل»، إذ يُزعم أن التقنية التي تشبه الخيال العلمي بإمكانها إعادة تشكيل ما تفكّر فيه في وقته الفعلي، من خلال تتبُّع موجات الدماغ، وفق ما ذكرته صحيفة The Sun البريطانية.
وفي مقطع فيديو عرضه باحثون في موسكو، بدا أحد الخاضعين للاختبار ورأسه موصّل سلكياً بجهاز معقّد، وعرضوا مقاطع فيديو في أثناء محاولة أداة قراءة العقل إعادة ما يبدو على الشاشة، من خلال قراءة موجات الدماغ.
وفي مناسبات عديدة، بدت تلك التقنية قادرة على نسخ المقاطع الأصلية المعروضة أمام الخاضعين للاختبار، في استعراض مثير للإعجاب لبراعة تتبّع الدماغ.
دمج الأدمغة البشرية مع أجهزة الكمبيوتر
طوّر باحثون في معهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا (MIPT) هذه التقنية. ويقول الفريق إن نتائجه بإمكانها المساعدة في تطوير الأدوات والأجهزة التي نستخدمها من خلال أدمغتنا.
وقد زعم خبراء من قبل أنَّ مثل تلك الأجهزة، التي سيتسنّى لك استخدامها بمجرّد التفكير فيما تريد القيام به على غرار الهواتف وأجهزة التلفزيون، ربما تتوفر سريعاً خلال العقد الثالث من القرن الجاري.
ويمكن أن تساعد التقنية أيضاً في مشروعات مثل شركة التكنولوجيا العصبية Neuralink، التي يديرها الملياردير إيلون ماسك، والتي تهدف إلى دمج أدمغتنا مع أجهزة الكمبيوتر.
ويستفيد أيضاً مرضى السكتة الدماغية من اختراع جهاز يتيح لهم التحكّم في تركيبات الهيكل الخارجي التعويضية، مما يتيح لهم المشي مجدداً.
وقال فلاديمير كونيشيف، الذي يرأس مختبر Neurorobotics Lab في معهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا: «إننا نركز على الرابطة بين الدماغ والحاسوب، التي تمكّن المرضى الذين يعانون تبعات السكتة الدماغية من التحكم في الهيكل الخارجي للذراع لأغراض إعادة التأهيل».
وأضاف أنه «قد يساعد هذا أيضاً المرضى المصابين بالشلل على قيادة كرسي كهربائي متحرك على سبيل المثال. فالهدف النهائي هو زيادة دقّة التحكّم العصبي للأفراد الأصحّاء أيضاً”
وتعمل أداة قراءة الدماغ بشكل أساسي من خلال قراءة نبضات كهربائية صغيرة داخل الدماغ، ثم تحوّل الأداة قراءة تلك النبضات التي تتم في عملية تعرف باسم تخطيط كهربيّة الدماغ إلى إشارات يمكن للحاسوب فهمها.
ومن أجل اختبار الأداة، وصَّلها الباحثون برؤوس متطوّعين، وجعلوهم يُشاهدون مقاطع فيديو من موقع يوتيوب لمدّة 20 دقيقة، وكانت مدّة كلّ منها 10 ثوان.
وتضمّنت المقاطع تصوير سباق سيارات يُصوّره المتسابقون أنفسهم، فضلاً عن شلالات ووجوه بشرية وأشكال مجرّدة.
وقال العلماء إن النظام اجتاز الاختبار، وأنتج صوراً ذات مغزى في 90% من الحالات.
وأوضح الباحث غريغوري راشكوف: “لقد اعتاد الباحثون الاعتقاد أن دراسة عمليات الدماغ عبر تخطيط كهربية الدماغ تشبه اكتشاف الهيكل الداخلي للمحرك البخاري، من خلال تحليل الدخان الذي يخلّفه القطار البخاري من ورائه. ولم نكن نتوقّع أن الأمر ينطوي على معلومات كافية من شأنها تخليق صورة -ولو بطريقة جزئية- يلاحظها الشخص، ولكن تبيَّن أن ذلك ممكن تماماً”.
ويشار إلى أن التقنيات المعنية بقراءة موجات أدمغتنا آخذة في الصعود، إذ يخطط مشروع Neuralink لصاحبه إيلون ماسك، لبدء توصيل أدمغة الناس بالإنترنت في مقتبل العام المقبل.
ويبدو أن ذلك المخطط سيستخدم «خيوط» قراءة الدماغ لتحويلك إلى عبقري، وسيتيح لك أيضاً التحكم في الأدوات والأجهزة بمجرد التفكير، عن طريق دمج عقلك مع الذكاء الاصطناعي.
ويقول ماسك إن هذا المخطط الطائش «سينقذ الجنس البشري» من خلال مساعدتنا في التفوّق على آلات المستقبل فائقة الذكاء عندما تحاول الاستيلاء على الأرض.
ومع ذلك، ليس كل الخبراء مقتنعين بما يقوله ماسك
إذ قال مارك هاكفالي من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: «عليك أن تفتح جماجم الناس، وتضع أقطاباً كهربائية على سطح أدمغتهم. إنها عملية جراحية خطيرة من أجل شيء قد لا يكون مُجدياً».