طوفان الأقصى.. الفعل والفاعل

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
كتب : أحمد الشحروري

(١)

واثق الخطوة يمشي ملكا

والرجال الصيد في الأرجاءِ

يزرعون الأرض بأسا لهبا

يخلط الأشلاء بالأشلاءِ

لا ترى فينا وليدا معرِضاً

كلنا في الساح قطر سماءِ

لو دنا منا زنيم فاجرٌ

لانثنى يرديه رجع حدائي

للوغى أشدو بلحن مدافعي

ومقام “الرصد” سرّ عطائي

وليوم الوعد هذي مقلتي

ترمق البشرى بدمع رجاءِ

هاتِها والنصر حان قطافه

وبظل السيف عاش رجائي

(٢)

حرر الأقصى عمر الفاروق صلحا، ثم حررها صلاح الدين بالجيش فتحا، وعرقل مشروع أسرها عبد الحميد الثاني ببقية دولة نصف قرن، ومن عجب أن يبقى للأقصى (طائفة ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم) في زمان سقوط هيبة الدول، وما من كيان سياسي بحجم دولة وجيش نظامي يملك معادلة تحريرها اليوم ( لا سمح الله ) فبقي أن أكون أنا وأنت من هذه الطائفة المنصورة الممهورة بوعد الوحي وتثبيت السماء.

(٣) 

رئيس وزراء يهود ينفي نية إيقاف اعتدائه على غzzة ويقول : سأمضي حتى النهاية… ولعمر الحق إنه تصريح مبشر، فنهايتهم اقتربت ولا يحجب رؤيتها عن أنظارنا غبار الهدم لكل مبنيّ ولا ركام الجثث المبثوثة في كل حي غزّي، ومن شكّ في نصر قوم أعدوا ما استطاعوا ووقفوا في صف المستضعفين فجاعوا معهم، خافوا مثلهم، وأنّوا من ألم خذلان القريب المنافق ووحشية البعيد المغتصب، حتى سمعوا في الآفاق هاتفا يبشرهم :”ألا إن نصر الله قريب”، من شك في نصرهم إما جاحد أو مختلّ.

(٤)

أحقق ولا أظن أن طوفان الأقصى سيأخذ في طريقه كل طاغية كان يهوّن من فعل ال مqاو مة، ومعه كل مشارك للعدو في جريمته ضد إنسانية الإنسان، وأنصح هؤلاء وهؤلاء منذ اللحظة أن يفتشوا عن جحر يختبئون فيه لأن قلوب الناس لفظتهم وبقاع الأرض أنِفتْ منهم، وحتى كتب التاريخ هي الأخرى سيزكم أنفها من نتن ريحهم، ولن ينفعهم التزوير الذي لجأ إليه منافقو الأمس لأنه لم يبق متسع من الوقت يخدمهم في جهدهم الآثم هذا.

(٥)

طوفان الأقصى، الفعل والفاعل لا يكفيه اليوم ثناؤنا ولا إعجابنا ولا حتى دعاؤنا، طوفان الأقصى المقاوم سيزيد من هديره جهدكم في البذل والعطاء، فمن جهز غازيا فقد غزى، ومن لم يفعل فهو بائع كلام، والسلام.

(٦)

يلفت الانتباه هذا التأخير للقاء طارئ للعرب مزمع في الحادي عشر من هذا الشهر بخصوص ما يجري في غزة، فلماذا هذا التأجيل أياما عديدة بين الوعد باللقاء وإنجازه؟ ترى هل ينتظر العرب إفساح المجال للسادة المشغولين لقراءة سورة يس أربعين مرة قبل اللقاء؟ أم للصيام رجاء نجاح اللقاء كالصيام الذي يسبق صلاة الاستسقاء؟ أم لتحضير القاعة والضيافة التي يجب الاجتهاد بأن لا تكون من المشروبات المقاطعة، والبحث في ذلك يتطلب وقتا؟ أم لكي يكون في الوقت متسع ليموت من لم يمت بعد وليهدم من البيوت ما لم يهدم بعد، ليكون اللقاء (محرزا) مستحقا للجهد المبذول من أجله؟

بحثت عن الفعل والفاعل هنا فلم أجدهما إلا خارج الأطر الرسمية التي ترفع شعار: في العجلة الندامة.

اكتب تعليقك على المقال :