نشر موقع “إنسايد أوفر” في نسخته الإيطالية حوارا صحفيا مع الدكتور ماريو ليموديو، جراح متخصص في الطب المداري في جامعة روما سابينزا ومدير طبي إيطالي، تحدّث فيه عن كل ما يتعلّق بجائحة كورونا باعتباره متواجدا في الصفوف الأمامية في مجابهة الفيروس في إيطاليا.
وذكر الدكتور ليموديو في الحوار الصحفي الذي ترجمته “عربي21″، تجربته الخاصة في مجابهة الفيروس، قائلا، “إن كل تجربة يعيشها تثري وتغيّر حياته المهنية والشخصية. لكن عليه أن يكون قادرا على استخلاص النقاط الإيجابية من هذه التغييرات”. لافتا إلى أنه “ما زال يتذكر إحساسه بالحزن العميق عندما رافق المريض الأول، وهو رجل أصغر منه سنا إلى وحدة الإنعاش”.
وتابع قائلا، إن الشجاعة والخوف يجتمعان في شعور جديد ما زال يتعين علينا فك رموزه، إذ أن وضع معدات الوقاية الشخصية ودخول غرف المرضى، والتحدث معهم بصعوبة من خلال القناع، ومساعدة كبار السن على إطعام أنفسهم والاتصال بالفيديو مع أحد أفراد الأسرة لكسر العزلة الهائلة، علّم الأطباء طريقة جديدة للابتسام، باستخدام العينين وخلع الملابس بحذر شديد. كما مر هؤلاء بلحظات سعادة مشتركة مع المرضى الذين تماثلوا للشفاء وغادروا المستشفيات.
وفي سؤاله عما إذا كان كوفيد-19 أقوى عدو غير مرئي جابهه في حياته، أجاب الطبيب الإيطالي أنه لفهم ومحاربة العدو، عليك أن تضع نفسك في صفه.
اقرأ أيضا: علماء يكتشفون تأثيرات جديدة لكورونا على أجسامنا
وشارحا عمل الفيروسات قال: “تعد الفيروسات “كائنات نصف حية” وليس لديها جهاز اصطناعي حيوي مستقل، لذلك تصيب خلايانا من أجل أن تتكاثر، لأن التكاثر الذاتي هو الهدف التطوري الأساسي لكل الأنواع الحية”.
واعتبر أن فيروس كورونا “ذكي” فهو يرتبط بمستقبلات الخلايا ثم يدخل ويتكاثر في خلايا الجهاز التنفسي، ولكن أيضًا في الخلايا المعوية والعضلية، ثم يختبئ في الجهاز العصبي المركزي. لكن الفيروس الذي يقتل الشخص المصاب يقتل نفسه لذلك يصيب البشر الآخرين بالعدوى. ولكن إذا كان الفيروس ماكرًا، فيجب أن نكون أكثر ذكاء، ونستمر في تطبيق تدابير الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي واستخدام الأجهزة مثل الأقنعة وغسل اليدين.
وفي ما يتعلق بمصير هذا الفيروس واحتمال نهايته على شاكلة الفيروسات الأخرى، يرى الدكتور ليموديو أن إحدى الفرضيات الممكنة هي أنه بمرور الوقت يصبح هذا الفيروس أقل ضراوة على غرار الفيروسات التاجية الأخرى. مشيرا إلى أن “هذه الطفرة ستعطيه ميزة انتقائية مؤكدة لأنه مقدر للفيروسات التي تقتل المضيف أن تنقرض. فضلا عن ذلك، كان من المفترض أن ينقرض فيروس الإيبولا، الذي يتسبب في وفاة ما يصل إلى 70 بالمئة من المرضى، إذا لم يلجأ إلى خزان من الحيوانات مثل الخفافيش والقرود التي لا تسبب المرض”.
وشدد على أن كوفيد-19 يبقى فيروسا ماكرا يمكن أن يؤدي، بعد المرض الحاد، إلى عدوى كامنة ومزمنة، كما هو الحال بالنسبة للعديد من الفيروسات الأخرى.
وعن سؤال الموقع حول اختباراته قيد التجربة في مستشفى “سباتسياني دي فروزينوني” وعن مدى فعاليتها، أجاب الدكتور ماريو ليموديو أنه بصدد تطبيق العلاجات المثبتة علميا والموافق عليها من قبل وكالة الأدوية الإيطالية “آيفا” ومن بين هذه العلاجات، ذكر مضاد الملاريا “هيدروكسي كلوروكين”، والمضاد الجرثومي “أزيثرومايسين”، ومضاد تخثر الدم، الذي ينتج عنه الانسداد الرئوي، “إينوكسابارين”، وكذلك بعض مضادات الفيروسات المستعملة في علاجات نقص المناعة مثل “توسيليزوماب” في حال الزيادة في بروتين إنترلوكين 6 أو في حال فرط الغلوبولين المناعي.
وتابع الدكتور ليموديو أن أطباء مستشفى “سباتسياني دي فروزينوني” ومستشفى “لازارو سبالنزاني” وأطباء مستشفيات إيطالية أخرى تبذل قصارى جهودها للمساهمة في الدراسات متعددة المراكز مثل دراسة علاج “توسيليزوماب” والعلاج بالبلازما والأكسجين. وأن آماله كبيرة في مضاد الطفيليات “إيفرمكتين” وعديد الأدوية الأخرى ولكن من المؤكد أن لقاح الكورونا سيغير تاريخ البشرية.