لاقى وسم “#صورتك_بالمسجد الأقصى_photo_challenge”، الذي أطلقه نشطاء مقدسيون تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، في تحد واضح للاحتلال الإسرائيلي الذي حرمهم من الصلاة في مسجدهم المبارك.
وشارك المقدسيون في تحدي الصورة بالتغريد بصورهم في المسجد الأقصى على الهاشتاغ، بعد أن منعهم الاحتلال من الوصول إلى المسجد، وفرض قيودًا مشددة عليهم، بحجة سياسة الإغلاق التي يفرضها على مدينة القدس المحتلة للحد من تفشي فيروس “كورونا”.
وجرى التغريد بآلاف الصور التذكارية، التي حركت مشاعر الفلسطينيين وأشعلت الحنين والأشواق في قلوبهم حبًا للمسجد الأقصى، وتوقًا لسجدة في رحابه، ومنهم من تمنى أن تكون له صور تذكارية في المسجد، لما له من خصوصية ومكانة خاصة في قلوبهم.
ونشرت المرابطة المقدسية هنادي الحلواني صورة لها، وكتبت قائلة: “إنّنا فرشنا الأرضَ فيها حبًا وصمودًا، حتى صرنا ننازعُ معالم الصّورةِ أيُّنا أحقّ بها، وإنّنا وإن طال البعاد واللهِ سنعود”.
وأضافت “لا شكّ أن تحدي (صورتك في الأقصى) أبهجت الفيسبوك، وأشعلت الأشواق وحرّكت الذكريات، لكنّه كان تحدٍّ سهل المنال، كل من وصل الأقصى قادرٌ على وضع بصمة فيه ونشر صورته”.
وأكدت أن التحدي الحقيقيّ في واقع الأمر ليس صورتك في الأقصى، إنما هو أثرك فيه ليعود لصورته المبهجة محرّرًا عزيزًا شامخًا.. التحدي الحقيقيّ هو ما فعلته أنت، وما غيّرته بيدك ولسانك وقلبك”.
وفي حديثها مع وكالة “صفا”، أعربت المقدسية الحلواني عن سعادتها وترحيبها بفكرة “تحدي صورتك بالأقصى”، والتي لاقت إقبالًا واهتمامًا واسعًا من الداخل والخارج، واعتبرتها خطوة مهمة.
وأوضحت أن نحو 16 ألف صورة تم نشرها على وسم “#صورتك بالمسجد الأقصى”، مما شكل التحدي الأكبر للاحتلال الإسرائيلي الذي يمنع الفلسطينيين من الوصول للمسجد والصلاة فيه.
وأكدت أن هناك مخططا ومؤامرة إسرائيلية تحاك ضد الأقصى، واستهداف واضح له، في ظل منع الاحتلال المقدسيين من الدخول إليه، وإتاحة المجال للمستوطنين المتطرفين لاقتحامه واستباحته في أعيادهم اليهودية.
وأشارت إلى أن الاحتلال يسمح للمتطرفين بالتظاهر بالقدس بأعداد كبيرة دون ارتداء الكمامات والالتزام بالإجراءات الوقائية، في وقت يُحرر المخالفات للمقدسيين، بحجة مخالفة التعليمات الوقائية، مشددة على ضرورة رفض إجراءات الاحتلال.
بدوره، رحب الناشط المقدسي فخري أبو دياب بهذه الفكرة، معتبرًا أنها تأتي بسبب منع الاحتلال المواطنين من الوصول للأقصى، بحجة جائحة “كورونا”.
وأوضح أبو دياب لوكالة “صفا” أن “تحدي صورتك بالأقصى” أثبت مدى ارتباط الفلسطينيين بمسجدهم المقدس، وشوقهم للصلاة فيه، وتحدي الاحتلال وإجراءاته، وكذلك تعلقهم فيه بهذه الصور التي يحتفظون بها.
وأضاف أن الفلسطينيين أكدوا للاحتلال أنه لا يمكن الانفصال عن المسجد الأقصى رغم كل إجراءاته العنصرية وممارساته ضده، لأن قلوبهم متعلقة بالمسجد دائمًا.
وأما المختص في شؤون القدس خالد زبارقة، فكتب على صفحته بالفيسبوك، قائلًا: “رغم ترددي على المسجد الاقصى بشكل مستمر، إلا أنني في كل مرة أدخل إليه أشعر وكأني أدخله لأول مرة، فتراني أقوم بفتح كاميرا هاتفي وأبدأ بالتقاط الصور لكل شي فيه”.
وأضاف “كل شيء في الأقصى جميل وجذاب، وأنيق، ويزداد هذا الشعور كلما زرته المرة تلو الأخرى، هذا حالي وحال كل من يتردد على الأقصى، فكيف حال الذين لم يزوروه من أهلنا في العالم العربي والاسلامي؟”.
بدورها، نشرت المرابطة المقدسية خديجة خويص صورة لها، وعلقت قائلة: “هي ليست مجرّد صورٍ في مكان، إنّها صورٌ في المسجد الأقصى”.
وأضافت “صورٌ لنا مع عقيدة انعقدت عليها قلوبنا وتباركت بها أعمارنا، وازدانت بها أرواحنا، ورخُصت لها دماؤنا، وقد تربينا عليها وربّينا أبناءنا”.
وتابعت “هي صورٌ توقد فينا العزيمة والإصرار على أن نظلّ على هذا النّهج حتى ننالَ مثلَ هذه الصور بعد تطهير الأقصى وتحريره.. هي صورٌ تثير أشواق المسلمين لأقصاهم، وتدفعهم ليقوموا بمسؤوليتهم تجاهه.. وتحرّك ما مات في القلوب أو ضَعُفَ فيها”.
وأما الناشط نور الدين مقلد، فنشر صورته وكتب “إذا كنت تسكن القدس أو الضفة أو الداخل الفلسطيني أو أي مكان كنت تستطيع الوصول منه للأقصى، ولا يوجد لك صورة في المسجد فوضعك صعب ومثير للشفقة”.
وشاركت الناشطة الأردنية نور أبو غوش في الحملة بصورة كُتب عليها اسمها في ساحات الأقصى لأنها لم تتمكن من زيارته يومًا.
وقالت: “صورنا في الأقصى لا حصر لها، نراها يقينًا لا شك فيه، نراها وعدًا من الله لا نكف الرباط عليه، أرواحنا هناك، تطوف ما بين كل الجدران والتفاصيل، نراها في وجوه المرابطات والمرابطين”.
ولليوم العشرين على التوالي، تواصل شرطة الاحتلال إغلاق مدينة القدس، وعزل البلدة القديمة عن محيطها بالكامل، بحيث تسمح فقط لسكانها بالصلاة بالمسجد الأقصى، بحجة الأعياد اليهودية ووباء “كورونا”.