قد لا يكون هناك تناقضاً بين بيان حماس الذي ينفي وجود تقدم نوعي في مفاوضات تبادل الاسرى وبين تقرير رونين بريغمان اليوم في يديعوت والذي اعتمد فيه بالأساس على تقرير للأسبوعية الالمانية ( دي تشيت ) ،فبيان حماس لم ينكر وجود حراك في موضوع التبادل وتحديداِ من حيث قيام بعض الوسطاء بالاتصال بالحركة ، ولكنه وصف هذا الحراك ” بغير النوعي ” ، وقد أكد هذا الاعلان ما أشار اليه تقرير رونين بريغمان نقلاً عن الاستخبارات الالمانية بأنه ما زال هناك فجوات جوهرية بين اسرائيل وحماس في موضوع التبادل.
من جهة أخرى فما هو تفسير ما قد يعتبر تحول في الموقف الاسرائيلي من حيث التعاطي العلني والاعلامي المتزايد بوضوح مع الموضوع ؟ هل هو تضليل للرأي العام ؟ أم أنه لتهيئة الأجواء لقرارات اسرائيلية ( قد تكون مؤلمة في موضوع التبادل ؟ أم غير ذلك ؟
قد يكون الخيار الثاني هو المرجح وهو يتضمن أيضاً طمأنة عائلات الجنود باستمرار جهود الحكومة لصالح أبنائهم . هل الحراك الإعلامي يفيد قضية اطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين ، أم أن الغموض أو الصمت أو تخفيف موجة التعاطي الاعلامي مع الموضوع هو الأفضل ؟ من الواضح ان الحرص على احتلال موضوع اطلاق سراح الاسرى العناوين الرئيسية في الاعلام وبالتالي رأس سلم أولويات الرأي العام ومتخذي القرار الفلسطيني هو مصلحة وطنية عليا وضرورة شرعية واضحة ، وقد يكون النقاش ضرورياً هنا حول شكل وطبيعة التعاطي مع الموضوع ، وتحديداً من حيث الإنجرار أو التسليم بكل ما يصدرعن وسائل الاعلام الاسرائيلية .