صبرا وشاتيلا: مجزرة فارقة

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
كتب : د. محمد المدهون

قُدرت عدد ضحاياها بـ 3500 حسب تقديرات تحقيق صحفي (إسرائيلي) “آمنون كابليوك”، في خلال ثلاث أيام فقط من 15 – 17 أيلول عام 82م، ويبدو أن الهدف (الإسرائيلي) التقى مع هدف بعض المليشيات لضرب الوجود المدني والعسكري الفلسطيني في لبنان.

وعلى إثرها تم عقد مؤتمر قمة “فاس” بالمغرب حيث طرح فيه مشروع تناغم مع الاحتلال (الإسرائيلي)، لبنان رفضت لجنة دولية لتقصي الحقائق، واليوم بعد 39 سنة لا نسمع عن صوت لا إعلاميًا ولا سياسيًا ولا قانونيًا لمعاقبة المجرمين وكشف الغطاء عنهم، أما دوليًا فقد صنفت الأمم المتحدة المجزرة بأنها “حرب إبادة”، إلا أنه تم الاكتفاء بلجنة تحقيق خرجت بقرارات هزيلة لم تُحمل (إسرائيل) المسؤولية، وتم تهرب الفاعلين من المجزرة مما ساهم في عدم الملاحقة القانونية لـ (إسرائيل).

وقد أكدت المجزرة والخروج من لبنان في نتيجتها ألا خطوط حمراء، وأن الشعب الفلسطيني بدون قوة تحميه معرض للذبح في رابعة النهار. وتم وضع نهاية لوجود المنظمات الفلسطينية في لبنان والذي يعد من أكبر تجمعات اللاجئين الفلسطينيين وإغلاق جبهة ساخنة لمواجهة للاحتلال، خسرتها الثورة الفلسطينية فضلاً عن اهتزاز العمق العربي للثورة الفلسطينية، وحالة التصدع المبكر في نسيج القوى الفلسطينية، والانشغال بصراعات جانبية. أضف إلى الخسارة الوطنية أصيبت م. ت. ف بهزة نفسية معنوية أثرت على المشروع الوطني الفلسطيني.

الأمر يفوق ما حدث من مجزرة مروعة بحق اللاجئين الفلسطينيين في مخيمي صبرا وشاتيلا في لبنان في أيلول 1982، ولا يتعلق أمر صبرا وشاتيلا فقط بأحداثٍ نزفت فيها دماء الفلسطينيين فحسب، بل تتجاوزها إلى أحداثٍ ربما ساهمت في تغيير مسار الأحداث كلياً على مستوى الصراع مع الاحتلال.

لقد جسدت مجزرة صبرا وشاتيلا محطة فارقة في تاريخ الشعب الفلسطيني أثمرت وعيا متصاعدا لصالح حركة شعب خرج كالعنقاء بعد نكسة 67، وتشتت في المنافي بحثًا عن فلسطين، فسكن إلى جوارها ولم تسعفه المرحلة العربية، ولا أسلوبه القيادي المبعثر في مواصلة الإمساك بزمام مشروعه التحرري، فدفع الثمن من دماء شعبه عبر مجزرة صبرا وشاتيلا ومزيد من الغربة في صحراء العرب، وما زال شعب فلسطين يعيش مخاض صبرا وشاتيلا وكذلك محطاته المتعاقبة ليصل الحلم الفلسطيني في التحرير والعودة.

المركز الفلسطيني للإعلام

اكتب تعليقك على المقال :