أكد مجلس شورى حزب جبهة العمل الإسلامي خلال جلسته اليوم على رفض صفقة
القرن لما تمثله من مؤامرة أمريكية صهيونية لتصفية القضية الفلسطينية
وتهديد وجودي للأردن، مطالباً بتحرك رسمي وشعبي فاعل في مواجهة هذا المخطط
الخطير.
وطالب
الحزب الحكومة في بيان صادر عنه عقب الجلسة بإعلان موقف واضح وصريح من رفض
ما يسمى بصفقة القرن، ووضع برنامج عملي لترجمة هذا الموقف عبر قطع كافة
العلاقات مع الكيان الصهيوني وإلغاء معاهدة وادي عربة وصفقة الغاز وعدم
الاكتفاء بالبيانات والتصريحات الدبلوماسية، مع تعزيز الانسجام بين الموقف
الشعبي والرسمي لمواجه هذه المخطط الذي يهدد الأردن دولة ونظاماً وشعباً.
و
أكد رئيس المجلس الشورى الدكتور عبدالمحسن العزام على دور الحزب في الوقوف
بالمقدمة لمعالجة ما يتعرض له الأردن من مخاطر وتحديات إنطلاقاً من الواجب
الوطني والسياسي والاخلاقي ودفاعا عن قيمه الايمانية والاجتماعية وحفاظا
على الوحدة الوطنية.
وأشار
العزام إلى ما يمر به الوطن من واقع مرير واوضاع صعبة وتحديات اهمها غياب
المؤسسية وثقل المديونية وارتهان القرار السياسي وهي مخاطر وتحديات تهز
اركان الوطن وتهدد كيانه، مما يتطلب بذل جهود استثنائية قوامها تعميق
الايمان بالفكرة الاسلامية المعبرة عن الفهم الشامل لمعنى الاسلام وقدرته
على تصريف شؤون الناس في دينها ودنياها.
كما
أكد على ضرورة إحياء روح المبادرة والإيجابية لتفعيل الطاقة الكامنة في
النفوس وللتغلب على ضغوط الحياة والتي تؤدي الى الفتور والقصور في إداء
الواجبات، وتضمين الخطاب السياسي والاعلامي للقيم الايمانية والاخلاقية
كالحق والعدل والرحمة وامانة المسؤولية وحرمة المال والعرض في باب الحديث
عن الاصلاح مثلا بمفهومه الشامل.
فيما
حذر الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي المهندس مراد العضايلة في كلمة
له خلال الجلسة من خطورة ما تتضمنه صفقة القرن من تصفية للقضية الفلسطينية
والسعي لإضاعة الأردن كما هي فلسطين عبر اضعاف مقومات الدولة وتحويلها الى
سلطة لا دولة، مؤكداً على ضرورة التحرك رسمياً وشعبياً في مواجهة هذا
المخطط الأمريكي الصهيوني. وأضاف العضايلة خلال كلمة
له “يريدون أن يربطوا اقتصادنا بالكيان الغاصب عبر مشروع صفقة الغاز
والسكك الحديدية ومشروع ناقل البحرين والمدن الصناعية المشتركة وتغييب
الشعب عن المشاركة الشعبية الجادة التي تمكنه من دفع هذه الأخطار عن
بلدنا”.
وثمن
العضايلة تفاعل فروع الحزب مع الحراك الذي يقوده “العمل الإسلامي” خلال
الأشهر الماضية مع شركاءه في اللجنة الوطنية لإسقاط اتفاقية الغاز والتحالف
الوطني لمجابهة صفقة القرن، والذي أنتج حالة مجتمعية مؤثرة في الرأي
العام، ما اعتبره تأكيداً على ” أن الحزب لا يتأخر يوماً في الدفاع عن
وطننا وقضيتنا” .
وأضاف
العضايلة ” هذا الوطن وهذه القضية اللذان يتعرضان اليوم لأبشع هجمة
صهيونية عالمية يقودها ترامب ونتنياهو للإجهاز على القضية الفلسطينية من
خلال ما يسمى بصفقة القرن هذه الصفقة التي التهمت جميع الحقوق الفلسطينية :
فلا قدس ولا مقدسات، ولا عودة، ولا دولة، ولا حدود، ولا مياه، فالصفقة
تقدم فلسطين التاريخية من بحرها الى نهرها الى الصهاينة وتنهي عقود من
أوهام السلام ومشاريع التسوية التي مننت بها الأنظمة العربية والشعوب بما
يسمى حل الدولتين”.
وفيما يلي نص البيان الصادر عن مجلس الشورى حول صفقة القرن :
بيان صادر عن مجلس شورى حزب جبهة العمل الإسلامي حول “صفقة القرن” المشؤومة
تُبرز
المؤامرة الأمريكية الصهيونية الخبيثة المسماة بـ(صفقة القرن) فصلاً
جديداً من فصول التآمر على القضية وشعبها فقد شاهدنا ملامح فصول المسرحية
والتي قدمها الرئيس ترامب بحضور بعض المصفقين، بهدف إسدال الستار على
القضيّة الفلسطينية وإعلان القدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني بما يشكل
مؤامرة جديدة وفصلاً جديدًا في فصول التآمر على القضية الفلسطينية وشعبها.
ونؤكد
في مجلس شورى الحزب على أن الصفقة باطلة، وأن الشعبين الأردني والفلسطيني
يرفضان كل صفقات البيع والشراء والسمسرة على القضية الفلسطينية في المزاد
بما فيها (صفقة القرن) التي تستهدف الأردن كما تستهدف فلسطين، وتسعى لتصفية
قضية القدس واللاجئين والتهام الجغرافيا الفلسطينية في الضفة الغربية وفرض
السيادة الصهيونية على غور الأردن وفرض مشاريع التوطين والوطن البديل.
وإننا أمام هذه المخطط الأمريكي الصهيوني الخطير وفي هذه اللحظة التاريخية الحرجة نؤكد على مايلي :
1-
إن قضية فلسطين هي قضية الأمة المركزية، وفلسطين من بحرها إلى نهرها أرض
وقف إسلامي لا يجوز لا لنظام ولا منظمة أن يتنازل عنها، وعاصمتها القدس.2-
نطالب الحكومة الأردنية بإعلان موقف واضح وصريح من رفض ما يسمى بصفقة
القرن، ووضع برنامج عملي لترجمة هذا الموقف عبر قطع كافة العلاقات مع
الكيان الصهيوني وإلغاء معاهدة وادي عربة وصفقة الغاز وعدم الاكتفاء
بالبيانات والتصريحات الدبلوماسية، كما نرفض أي ضغوط تمارس على الأردن
لتمرير هذه الصفقة، وندعو لتعزيز الانسجام بين الموقف الشعبي والرسمي
لمواجه هذه المخطط الذي يهدد الأردن دولة ونظاماً وشعباً.3 –
ندين موقف الأنظمة العربية الداعمة لهذه الصفقة والتي لم يكن الكيان
الصهيوني والإدارة الأمريكية لتجرأ على طرحها لولا تخاذل بعض الانظمة
العربية وهرولتها للتطبيع مع الإحتلال، ونؤكد أن الشعوب العربية والإسلامية
ستلفظ أي نظام يدعم هذه الصفقة أو يمررها، فالشعوب لن ترحم كل من يفرط
بالأرض والمقدسات.4- كما ندعو الفصائل الفلسطينية لتوحيد الصف
الفلسطيني وفق برنامج وطني على أساس دعم المقاومة بكافة أشكالها، ووقف
الدور الوظيفي للسلطة الفلسطينية ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال ورفع
الحصار عن غزة، وإطلاق انتفاضة شعبية عارمة في مواجهة مؤامرات تصفية القضية
الفلسطينية.5 – نطالب الشعب الأردني وكافة الشعوب العربية
والإسلامية بالتحرك الفاعل رفضاً لصفقة القرن، والضغط على حكوماتها لرفض
المخطط الأمريكي الصهيوني، والعمل على دعم المقاومة الفلسطينية بكافة السبل
المتاحة، ومقاطعة المصالح والبضائع الأمريكية.