قال السيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قبل أيام: إن حماس بصدد وضع خطة متكاملة لكسر الحصار، وقال: على الاحتلال أن يدرك أنه لا أحد في العالم سيتراجع عن العمل على كسر الحصار عن قطاع غزة سواء المتضامنين أو قوافل كسر الحصار بأي طريقة حيث بلغ السيل الزبى وأن المقاومة سوف تسند أي خطوة تقوم بها أي جهة لكسر الحصار الظالم عن غزة وستقطع ذراع الكيان إذا امتدت على تلك الجهات.
في 16 نوفمبر الجاري أفادت القناة العاشرة العبرية بوقوع حدث “مقلق” في بحر غزة، وملخصه أن قارب صيد فلسطيني تجاوز منطقة الصيد وحاولت الزوارق الحربية الإسرائيلية اعتراضه ألا أنه ناور واصطدم بشكل غير متعمد بالزورق الإسرائيلي وأصابه بأضرار ولم يتم إطلاق النار عليه أو قتل الصيادين كما هي عادة البحرية الإسرائيلية حتى لو لم يتم الاقتراب منهم أو الاصطدام بهم كما حصل في ذلك الحادث.
“المقلق” من منظور الإعلام الاسرائيلي هو عدم إلحاق البحرية الإسرائيلية الأذى بالقارب الفلسطيني، فما الذي منعهم من الرد وما الذي تغير حتى تتغاضى البحرية الإسرائيلية بهذا الشكل، الاحتمال الأقرب هو أن دولة الاحتلال لا تريد المزيد من التصعيد وهي تعلم أن غزة بانتظار شرارة لجولة جديدة من معركة سيف القدس، ولكن الاحتلال يكتفي باستفزاز المقاومة من بعيد، أي من القدس والخليل وبقية مدن الضفة الغربية.
اعتقد أن ما قاله رئيس المكتب السياسي لحماس له ما بعده، وقد نشهد حملة جديدة لسفن كسر الحصار الظالم عن قطاع غزة، ولكن هذه المرة ستكون مسندة من جانب المقاومة الفلسطينية أي تحت حمايتها. ما قاله السيد إسماعيل هنية لم يتم التفاعل معه كما حصل مع قرار وضع حماس على لائحة الإرهاب من جانب الحكومة البريطانية، وكذلك لم يأخذ الحيز الذي أخذته عملية إطلاق النار في القدس من أحد عناصر حماس، ولكن عندما تترجم أقوال هنية إلى افعال خلال أسابيع أو أقل سيكتشف الجميع والجانب الإسرائيلي تحديدا أن تهديدات حماس وما قاله السيد هنية على فضائية الأقصى هو ما كان يتوجب الاهتمام به وأخذه بعين الاعتبار واتخاذ الخطوات اللازمة لنزع فتيل الانفجار.