نشرت صحيفة “ديلي مايل” البريطانية تقريرا تحدثت من خلاله عن زجاجة حبوب أدوية، يمكنها تذكير المرضى بأوقات أخذ أدويتهم وتوزيع الحبوب تلقائيا.
وقالت الصحيفة، في تقريرها ، إن زجاجة الدواء الذكية التي توزع الحبوب تلقائيا في وقت محدد، موثوقة بنسبة 100 بالمئة، وفقا لتجربة أُجريت على مرضى الخدمات الصحية الوطنية، ويُفتح جهاز توزيع الحبوب الموصول بالهاتف في وقت محدد مسبقا، ويسجل ما إذا كان المريض قد أخذ دواءه ويرسل له تذكيرا في حال لم يفعل ذلك.
وذكرت الصحيفة أن الزجاجة تُشبه أي زجاجة حبوب أخرى، ولكن يقع التحكم في فتحة توزيع الأقراص، المصممة لمنع عبث الأطفال بها، باستخدام تطبيق للهاتف الجوال، وعندما يحين الوقت الصحيح لتناول الدواء، يستجيب المريض للتذكير على التطبيق، ما يؤدي إلى فتح فتحة التوزيع، ويقوم المريض بعد ذلك بإمالة الزجاجة رأسا على عقب، لتُقدم الزجاجة قرصا أو قرصين حسب الجرعة اللازمة.
وأضافت الصحيفة أن دراسة أجريت على ثمانية متطوعين يتمتعون بصحة جيدة في مشفى مانشستر الملكي، قد أثبت أن الزجاجة تعمل بشكل صحيح بنسبة 100 بالمئة، وفي الواقع، تعرض الجهاز لتجارب سابقة، نجح فيها تسع مرات من أصل عشر مرات في المتوسط، لكن لم يقع اختباره باستخدام دواء حقيقي بل باستخدام الدواء الوهمي فقط.
وأوردت الصحيفة أن مطوري الجهاز أمضوا أشهرا في تغيير الزجاجة باستخدام تلك النتائج للتغلب على بعض المشكلات الفنية، وسيمهد نجاح التجربة الأحدث الطريق أمام إجراء دراسات أكبر العام المقبل، والتي تشمل 200 مريض يعاني من أمراض مزمنة مثل السكري أو الأشخاص الذين يتناولون أدوية مضادة للرفض بعد إجراء عملية زرع.
وأفادت الصحيفة بأنه من المأمول أن تُستخدم الوحدة القابلة لإعادة الاستخدام والتي تكلف حوالي 25 جنيه إسترليني، عند إطلاقها في تجارب الأدوية والأدوية الموصوفة من قبل الأطباء، علاوة على ذلك، وقع اختبار أنظمة أخرى لتجنب عدم تقيد التطبيق بالمهمة المطلوبة منه، على غرار إرسال رسائل التذكير النصية، ولكن، دون استعمال تطبيق جهاز توزيع الحبوب، ولا توجد أي طريقة للتحقق ما إذا كان المرضى قد تناولوا الدواء بالفعل.
وذكرت الصحيفة أن علبة الحبوب الذكية تستخدم تطبيقا يسجل متى تم إخراج الجرعة ثم تغلق الزجاجة حتى الموعد المحدد، ما يقلل من خطر الجرعة الزائدة العرضية، لافتة إلى أن هذه البيانات ترسل إلى قاعدة بيانات مركزية، ويصدر التطبيق تذكيرا للمريض في حالة فقدان الجرعة أو عدم تناولها بعد فترة زمنية محددة.
كما ذكرت الصحيفة أنه يمكن أيضا إرسال المعلومات من قاعدة البيانات المركزية، على سبيل المثال عبر البريد الإلكتروني، للطبيب وذلك لإعلامه إذا نسي المريض أخذ جرعته، وبناء على ذلك، يمكن للطبيب إجراء مكالمة للمريض وتذكيره.
وأشارت الصحيفة إلى أن حوالي نصف المرضى لا يتناولون الأدوية الموصوفة وفقا للتوجيهات، ويمكن أن يكون لذلك تداعيات خطيرة، وقد كشفت دراسة أجريت سنة 2013 في المجلة الطبية البريطانية أن المرضى الذين لا يتناولون أدوية ضغط الدم كما هو موصى به يزيد لديهم خطر الوفاة بأربعة أضعاف تقريبا.
وتوصلت دراسة أخرى أجريت سنة 2013 من قبل جامعة أستون أن هذا قد يكلف هيئة الخدمات الصحية الوطنية أكثر من 500 مليون جنيه إسترليني في رعاية إضافية، على غرار إجراء زيارات المستشفى، لأن عدم تناول الأدوية حسب التوجيهات يمكن أن يؤدي إلى تدهور صحة المريض.
وأفادت الصحيفة بأن المرضى غالبا ما يفوّتون موعد أخذ جرعاتهم أو يأخذونها في الوقت الخطأ، وفي الواقع، يؤثر عدم الالتزام بتوقيت أخذ الدواء على نتائج تجارب الأدوية نظرا لأن الفوائد والآثار الجانبية قد لا تقاس بدقة، لذلك من المأمول أن تحقق هذه الزجاجة الذكية نتائج ملموسة.
وتجدر الإشارة إلى أن البيانات المرسلة إلى قاعدة البيانات يمكن الاطلاع عليها إما من قبل الطبيب أو العلماء الذين يجرون التجربة، وحيال هذا الشأن، قال سايمون ماكسويل، أستاذ علم الأدوية السريري بجامعة إدنبرة، لصحيفة “المايل” في حزيران/ يونيو، إن “عدم الالتزام بأخذ الجرعات في وقتها يمثل السبب الأكثر شيوعًا لعدم القدرة على إدارة الحالة بشكل صحيح. لذلك أي شيء يساعد في حل هذا المشكل يجب أن يكون موضع ترحيب”.
وفي الختام، نقلت الصحيفة عن ماكسويل قوله إن “أحد أسباب عدم التزام المرضى بأخذ جرعاتهم هو عدم قدرة الأطباء، بسبب ضغوط الوقت، على شرح فوائد الدواء الذي يصفونه بالكامل، لكنني أعتقد أن لهذا الابتكار الكثير من الإيجابيات أكثر من العيوب”.