روسيا تنهي الجدال حول “آيا صوفيا”!

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
كتب : حازم عياد

روسيا التي تضع نفسها كواجهة سياسية للمسيحية الأرثوذكسية تعتبر على لسان نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، أن قرار تحويل تركيا “آيا صوفيا” بإسطنبول إلى مسجد هو شأن داخلي، معربا في الوقت ذاته عن أهمية “الحفاظ على التراث الثقافي العالمي”.

المسؤول الروسي، قال أيضا: “إن مسألة آيا صوفيا أثارت غضبا عاما سواء في روسيا وخارجها، ونرى أن هذه المسألة شأن داخلي تركي، ولا ينبغي لأحد التدخل فيها”.

وأكد أهمية آيا صوفيا كمعلم ثقافي وحضاري عالمي.

تصريحات الخارجية الروسية خالفت موقف الكنيسة الأرثوذكسية الروسية التي أدانت قرار القضاء التركي. وقال المتحدث باسمها، فلاديمير ليغويدا: “نلاحظ أنه لم يتم الإصغاء إلى مخاوف ملايين المسيحيين”.

وكانت المحكمة الإدارية العليا التركية ألغت الجمعة قرار مجلس الوزراء الصادر في  عام 1934، بتحويل “آيا صوفيا” في إسطنبول من مسجد إلى متحف.

وقال مجلس الدولة إن “آيا صوفيا” مدون في وثيقة سند الملكية بتوصيف مسجد ولا يمكن تغييره.

وصدر القرار المكون من 19 صفحة، عن “مجلس الدولة”، أعلى سلطة قضائية بالبلاد، وبالإجماع، بعد عقود من التجاذبات، ووسط توترات مع أطراف خارجية بشأنه، وبشكل خاص اليونان التي تعتبر أن “آيا صوفيا” إرث مرتبط بها وبتاريخ الإمبراطورية البيزنطية.

وتعتبر المسيحية الأرثوذكسية ثاني أكبر الكنائس المسيحية بعد الكنيسة الكاثوليكية في العالم، بالمقابل تتخطى المذاهب البروتستانتية مجتمعة الكنيسة الأرثوذكسية، وتتراوح أعداد أتباع الأرثوذكسية الشرقية بين 223 مليونا و300 مليون في حين تصل أعداد أتباع الكنيسة الأرثوذكسية المشرقية حوالي 82 مليون.

وتصل نسبتهم إلى حوالي 12% من مجمل المسيحيين في العالم (ويشمل ذلك الأرثوذكسية الشرقية والأرثوذكسية المشرقية).

ورغم أن المواقف المتضاربة على مواقع التواصل الاجتماعي أخذت منحى هجوميا من الطرفين المؤيد والمعارض للخطوة التركية، إلا أن الردود الدولية كانت متحفظة قليلا فقد قال الاتحاد الأوروبي إن: “حكم مجلس الدولة التركي بإبطال أحد القرارات التاريخية لتركيا الحديثة وقرار الرئيس أردوغان بوضع هذا الأثر تحت إدارة رئاسة الشؤون الدينية مؤسفان” .

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية بأن الولايات المتحدة تشعر “بخيبة أمل”. وقالت: “نحن مدركون لحقيقة أن الحكومة التركية ستلتزم بإتاحة آيا صوفيا لجميع الزائرين، ونتطلع لسماع خطط أنقرة بشأن إشرافها المستمر على آيا صوفيا بما يضمن إمكانية أن يزور الجميع المكان من دون عائق”.

ووصفت وزيرة الثقافة اليونانية حكم المحكمة التركية بإعادة آيا صوفيا كمسجد، بـ”استفزاز صريح للعالم المتحضر” على حد وصفها.

وحتى “اليونسكو” فقد كان اعتراضها على جانب ستلتزم به الحكومة التركية وهو “بدء حوار من دون تأخير، لمنع أي تأثير ضار على القيمة العالمية لهذا التراث الاستثنائي”.

محذرة من إجراء تغييرات على المداخل أو هيكل البناء، يمكن أن يعد انتهاكا لاتفاقية حماية التراث العالمي لعام 1972.

بشكل عام المواقف الرسمية الدولية كانت خجولة ودبلوماسية ولم تكن بحدة ردود الفعل العربية من قبل بعض المناوئين للرئيس التركي ولسياسات تركيا الخارجية. 

اكتب تعليقك على المقال :