انقلب المزاج العام للشارع في الضفة الغربية رأسًا على عقب ودون مقدمات عقب أحداث باب العامود في القدس في الأيام الأخيرة لتعود بؤر المواجهات تشتعل من جديد.
ودون مقدمات تقدم شبان غاضبون إلى معبر الجلمة شمال جنين عنوان تفجير الغضب ضد الاحتلال ونقطة التماس المتاحة معه وذلك عقب مسيرة غاضبة نصرة للقدس والمقدسيين ليبدأ إطلاق النار والقنابل الغازية حيث كانت هذه النقطة عنوان بداية المواجهات في الانتفاضات والمواجهات والهبات المختلفة.
كل شيء كان يسير قبل ذلك بهدوء تام، إذ سارت أجواء رمضان الهادئة دون ما يشير إلى أننا أمام موجة تصعيد مع الاحتلال ليتغير كل شيء في ساعات.
فلم يكن مخططًا أن يذهب الشبان إلى نقاط التماس، ولكن تلك الاندفاعة وفق ما عبر شبان غاضبون لمراسلنا كانت نتيجة حالة الغضب وحبا في المشاركة دعما للقدس.
ولا يختلف الحال في جنين، عن المدخل الشمالي لمدينة البيرة الذي اشتعل بذات الطريقة وهو أيضا موقع شرارة المواجهات في كل هبة، حيث اشتبك الشبان الغاضبون مع الاحتلال في مواجهات ليلية ممتدة، فيما بدا أن وضع المتاريس وإشعال الإطارات مشاهد عادت لتلوح من جديد.
وتعددت المسيرات جغرافيا ولكن شعاراتها كانت متشابهة؛ إذ تردد هتاف “ويا شباب انضموا الينا والأقصى غالٍ علينا .. ويا أقصانا لا تهتم رح نفديك بالروح والدم.. أحرار مكملين من أجل القدس والدين.. نموت وتحيا فلسطين.. لن تركع امة قائدها “محمد”.. حرية، حرية شعبي بدو حرية.. بدنا نصلي بالأقصى وقائدنا للأبد سيدنا محمد.. ع القدس رايحين شهداء بالملايين.. أحرار مكملين من اجل الأقصى والدين.. وغيرها من الشعارات…”.
وفي وقت متقارب اشتعلت نقاط التماس، من محيط خضوري بطولكرم حيث توجه الشبان بصمت إلى المكان المعتاد للمواجهات حيث النقطة العسكرية للاحتلال قرب مصانع جاشوري الاستيطانية، بينما كان المدخلين الشمالي والجنوبي لمدينة قلقيلية على موعد مع المواجهات، وكذلك باب الزاوية في الخليل، فشارع حوارة في نابلس إلى غيرها من البلدات والقرى.
ويعتبر القيادي في حركة حماس وصفي قبها وهو يتحدث في مسيرة نصرة الأقصى في جنين أن القدس كانت عنوان الصراع على الدوام وهي التي تصحح البوصلة حين تنحرف.
ولم يستبعد قبها لمراسلنا أن تكون أحداث القدس في حال تطورت شرارة مواجهات عنيفة في الضفة الغربية خاصة وأننا أمام حالة غضب تمس مشاعر كل فلسطيني، مذكرا بأن القدس كانت سببا في شرارة كل المواجهات السابقة مع الاحتلال.
وأكد قبها أنه يجب استثمار الواقع الراهن في بناء الوحدة الوطنية في الميدان، فهو أصدق مكان لبناء الوحدة الوطنية، إضافة إلى التأكيد على أن اللعب في القدس ليس كاللعب في أي مكان آخر.