بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ “ البقرة ١٨٣
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد.
فإن مجلس علماء الشريعة في جماعة الإخوان المسلمين- الأردن يتقدم بأحر التهاني لهذا الشعب الأردني المرابط ولأمتنا العربية والإسلامية بحلول شهر رمضان المبارك. ويسأل الله تعالى أن يعين الجميع على صيامه وقيامه.
رمضان شهر القرآن، شهر عظيم مبارك، جعل الله صيامه فريضة ، وقيام ليله تطوعا، فيه ليلة هي خير من ألف شهر، شهر التكافل والجود والكرم، شهر الرحمة والعطاء، شهر الصبر والتحمل، شهر التوبة والغفران، تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النيران، وتصفد فيه الشياطين. فهو بحق مدرسة للمسلمين يجددون فيها إيمانهم وأعمالهم الصالحات.
هذا رمضان قد أظلنا والعالم ما زال يرزح تحت وطأة وباء كورونا، هذه الجائحة التي لها ما بعدها، الذي نسأل الله تعالى أن يعجل برفعه عنا وعن المسلمين وعن سائر بقاع الأرض بمنه وكرمه سبحانه.
رمضان شهر الطاعة والعبادة والتقرب إلى الله تعالى، شهر التوبة والإقبال على الله تعالى، فلنقبل على الله تعالى بقلوب تائبة صادقة نحو التغيير، تغييير ما بأنفسنا نحو الخيرات والطاعات ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾.
ولئن كانت أبواب المساجد مغلقة أمام المصلين، فإن أبواب السماء مفتوحة لقلوبهم وأعمالهم. يقيمون الصلوات الخمس وصلاة التراويح جماعة في بيوتهم. «ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة». فهم مأجورون بنيتهم، فضلا من الله ورحمة.
رمضان شهر التكافل والتراحم بين المسلمين، « مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». ومع الحظر المفروض على الناس في هذا العام تأثرت قطاعات كثيرة من الناس، فالناس في هذا العام في كرب شديد، فهم أحوج ما يكونون إلى التكافل ومد يد العون لهم في رمضان : «ومن نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة». وصدقة الفطر وزكاة المال صورة من صور التكافل في المجتمع المسلم في هذا الشهر، يجوز إخراجها لمن تأثر بالحظر وكان أحد الأصناف الثمانية من مصارف الزكاة: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾.
ونعيش في هذا الشهر الكريم مع إخواننا المسلمين من المستضعفين المظلومين المقهورين في فلسطين وسوريا والعراق واليمن وميانمار والإيغور وغيرها من بلاد المسلمين، ومع المسجد الأقصى الأسير في ظل الاحتلال الظالم وما يهدده من مؤامرات دولية وصهيونية جائرة. فنسأل الله تعالى أن يعين المسلمين في جميع أرجاء الأرض على تحقيق رسالتهم، وتحرير بلادهم ومقدساتهم، واستعادة أمجادهم ومكانتهم في العالم بين الناس.
وأخيراً نسأل الله تعالى أن يعيننا على الصيام والقيام وقراءة القرآن والتكافل والبر والإحسان، إنه نعم المولى ونعم النصير.
مجلس علماء الشريعة
في جماعة الإخوان المسلمين – الأردن
الأول من رمضان ١٤٤١ هجرية
الموافق ٢٤ نيسان ٢٠٢٠ ميلادية