بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين .. حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه .. والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى اله وصحبه أجمعين وبعد..
الإخوة الفضلاء والأخوات الفضليات :
أُحييكم بتحية الاسلام، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بدايةً وفي هذه الظروف وفي ظل استمرار جائحة كورونا وقانا الله والبشرية جمعاء من شرها ، يطيب لي الاطمئنان على كل واحدٍ منكم ، وأدعو الله أن تمر هذه الأيام وأنتم بخير حال، وأن يحوِّل هذه المحنة إلى منحةٍ ربانية لأمتنا ووطننا ودعوتنا، بالعودة الى الله تعالى والى دينه القويم.
أيها الإخوة والأخوات:
تهل علينا نسائم رمضان المبارك في هذه الظروف الصعبة، في ظل انتشار هذا الوباء في العالم عامة وبلدنا خاصة، ولكننا نحن الاخوان المسلمين، لا يسعنا إلا أن نكون من أكثر الناس فرحاً بقدوم رمضان والاستعداد له ، ونتطلع الى عون الله ورحمته والمعافاة من هذه الجائحة، وأن نتفاءل ونبشر الناس جميعاً بقدوم هذا الشهر المبارك الذي نزل فيه القرآن هداية للناس، مصداقا لقوله تعالى: (شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن)
وبهذه المناسبة فإنني أذكر نفسي والإخوة والأخوات بما يلي:
- أولاً :
رمضان شهر القرآن؛ فأقبلوا على كتاب الله بالقراءة والتدبر والعمل، واجعلوا لكم في كل يومٍ ورداً تحافظون عليه طيلة الشهر الفضيل، واتخذوا من بيوتكم معتكفاً آناء الليل وأطراف النهار، ولتكن لكم في كل يوم خبيئة وبرنامجاً خاصاً متميزاً لكم ولعائلاتكم الكريمة للعبادة والذكر وصلةِ الرحمِ وإغاثةِ الملهوفِ ومساعدة الجيران والأقارب والذين تقطعت بهم السبل، ولا تنسَوا القيام بواجباتكم الدعوية واستثمار وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الخير، وليكن هاديكم في ذلك قول الله تعالى:
(وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ)
- ثانياً:
رمضان شهر التكافل والتراحم والكرم، فقد كان رسولنا عليه الصلاة والسلام في رمضان كالريح المرسلة؛ فاستمروا بأعمالكم من خلال الحملة الأهلية، والوقوف مع وطنكم بكل ما تستطيعون، وشاركوا فيها بفعالية، وهمة عالية حتى تتحقق الأهداف التي أُنشئت من أجلها، وأن نكون قمنا بواجبنا تجاه أهلنا ووطننا بإذن الله، وشعارنا في ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص، يشد بعضه بعضاً)
ولا شك أن التعاون والتراحم أكثر ما تحتاجه الأمة والوطن والأهل في هذا الظرف، فكونوا قدوةً لغيركم بالإيثار، لأن الله يرحم من عباده الرحماء مصداقاً لحديث نبي الرحمة عليه السلام: ( الراحمون يرحمهم الرحمن )
- ثالثاً :
رمضان شهر الصبر والجهاد والنصر، وهو مدرسة ربانية لإعداد المسلمين لقابل الأيام، فمن لم ينتصر على نفسه وشهوته، ويمنعها، ويعودها على التحمل والصبر فلن يكون مؤهلا لينتصر على أعدائه، والله تعالى يقول:
(وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)
- رابعا:
إذا كانت هذه الجائحة قد حرمتنا من صلاة الجمع والجماعة في المساجد، فلنعِد بيوتنا وأهلنا لصلاة الجماعة، والقيام والتهجد والدعاء وسائر الطاعات، فالمعتكِف في منزله يفر من قدر الله الى قدر الله .
إن من أعظم النعم علينا أن هدانا الله عز وجل للاسلام، وجعلنا من العاملين لدينه، والداعين إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة، نسعى لطلب رضوانه، لا نبتغي بذلك الا رضى الله عز وجل.
وانها لنعمة عظيمة أيها الإخوة والأخوات أن تكونوا في ركب الدعوة المباركة ، فكونوا في هذه الجائحة التي تصيب وطننا والبشرية جمعاء كما هو عهدكم دوماً، لا تقبلون الوهن والقعود، ولا اليأس والقنوط، شعاركم البذل والعطاء والحركة المستمرة لخدمة دينكم ودعوتكم ووطنكم، بما لا يتعارض مع الإجراءات الرسمية المعلنة، متطلعين للخيرية في قوله تعالى:
(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)
أيها الإخوة والأخوات :
في ختام رسالتي لكم، تفاءَلوا بقدوم هذا الشهر العظيم، شهر الصوم والدعاء واستعينوا فيه على ما أصابنا، عسى الله أن يجيب دعاءَنا ويتجاوز عن سيئاتنا، ويكشف عنا وعن الأمة هذا الوباء.
اللهم بلغنا رمضان وأعنا فيه على الصيام والقيام وتلاوة القرآن، وارفع البلاء والوباء عن البلاد، وردنا والناس جميعا الى دينك ردا جميلا.
(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
أخوكم المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين
م. عبد الحميد الذنيبات
الإثنين 27 شعبان 1441 الموافق 20 نيسان 2020م