أكد رئيس الهيئة الإسلامية العليا في مدينة القدس المحتلة، خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، أن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، بدأت تفقد سيطرتها على إدارة المسجد الأقصى المبارك.
وشدد في تصريحات لـ”عربي21″ على أن “الإجراءات الاحتلالية، هي عدوان سافر على المسجد الأقصى، وهي تؤكد الأطماع المبيتة لدى الاحتلال ضد الأقصى”، لافتا إلى أن “الاحتلال يرى أن الظروف مواتية له من أجل تنفيذ مخططاته التي تستهدف الأقصى، في ظل انشغال العالم العربي والإسلامي في الصراعات الدموية والخلافات، إضافة إلى التطبيع مع الاحتلال”.
وكانت دائرة الأوقاف استنكرت في بيان لها “ما أقدم عليه الأحد مجموعة من ضباط وأفراد شرطة الاحتلال، من اقتحام لمصلى باب الرحمة داخل المسجد الأقصى بأحذيتهم، واعتقال خمس فتيات بعد الاعتداء عليهن داخل المصلى، واعتقال حارس المسجد الأقصى المبارك عبد الكريم قاعود لاعتراضه على ذلك”.
واستهجنت بشدة “هذه الانتهاكات والتصرفات غير المسؤولة؛ الهادفة لتأجيج الوضع داخل المسجد الأقصى من قبل شرطة الاحتلال، من ملاحقة واعتقال وإبعاد المصلين وموظفي وحراس المسجد بحجج واهية هدفها تغيير الوضع الديني والتاريخي والقانوني القائم للمسجد منذ أمد بعيد”.
وأكدت دائرة الأوقاف أن “المسجد الأقصى المبارك، هو مسجد إسلامي للمسلمين وحدهم، لا يقبل القسمة ولا الشراكة، ومن حق أي مسلم القدوم للصلاة والتعبد في أي مكان داخل المسجد بمساحته البالغة 144 دونما”. مطالبة “بالإفراج الفوري عن المعتقلين وإلغاء قرارات الأبعاد الظالمة بحق حراس المسجد الأقصى وغيرهم من المبعدين”.
وفي تعليقه على تصريح دائرة الأوقاف ودلالة ما جاء به، قال رئيس الهيئة الإسلامية العليا في مدينة القدس المحتلة، خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري: “نعم، الأوقاف بدأت تفقد سيطرتها بشكل تدريجي في إدارتها للمسجد الأقصى المبارك، وخاصة في المنطقة الشرقية التي يقع فيها باب الرحمة”. مضيفا: “هذا ما دفع الاحتلال أن يبعدني شخصيا عن الأقصى، ويبعد كذلك العشرات عن الأقصى، لأننا أصررنا على إبقاء باب الرحمة مفتوحا للمسلمين”.
يشار إلى أن سلطات الاحتلال قررت إبعاد الشيخ مؤخرا عن الأقصى مدة 4 أشهر.
وأوضح صبري أن “الاحتلال كان يخطط لتحويل باب الرحمة إلى كنيس يهودي، لكن الله سبحانه وتعالى وفقنا لإعادة فتح باب الرحمة للمسلمين، وقطع الطريق على المعتدين الغاصبين المجرمين”.
وعن المطلوب من دائرة الأوقاف من أجل مواجهة ضغوط الاحتلال واستعادة زمام المبادرة في إدارة شؤون الأقصى، شدد رئيس الهيئة الإسلامية العليا، على أنه “من واجب دائرة الأوقاف أن تمارس حقها، وتمنع شرطة الاحتلال من تجاوز حدودها”. ونوه إلى أن “معظم الدول العربية الآن تحاول أن تطبع مع الاحتلال، وهذا بدوره يشجع الاحتلال على الاعتداء على الأقصى، فالظروف اليوم بالنسبة للاحتلال مواتية”.
ونبه مفتي القدس السابق، إلى أن “الوضع خطير، ونحن نحمل الدول العربية المسؤولية قبل أن نحملها للاحتلال، لأنها تخلت عن القدس والأقصى؛ وهذا مؤشر خطير، وهنا نؤكد مرة تلو مرة، أن المسؤولية مشتركة في أعناق العرب والمسلمين، إضافة إلى أهل فلسطين، وربنا سيحاسب كل من يقصر بحق القدس والأقصى”.