يرى كثير من الكتاب والسياسيين أن الأخطار المحدقة بالأردن والقضية الفلسطينية، وتهديدات الكيان الصهيوني لأمن الأردن واستقراره قد تضاعفت بالتقدم الذي أحرزه اليمين الصهيوني المتشدد بقيادة نتنياهو، وتركيب حكومة الكيان.
ذلك كُلُّه فضلًا عن الأزمات الداخلية المستحكمة الاقتصادية بعناوينها الأساسية من: بطالة، وغلاء، وتآكل للأجور والرواتب، والفقر، وتدني معدلات الاستثمار الأجنبي، وهروب رأسمال والاستثمار المحلي، واستشراء الفساد ..إلخ.
والأزمة السياسية متمثلة في أزمة الثقة بين الناس والإدارة الرسمية، ووضعية الأحزاب، وما آل إليه الحال بعد عقود من إجراءات الحصار والإضعاف، والأداء المتواضع لمجلس النواب، والولاية المحدودة للحكومة في السلطة، وتدني مستوى التعليم الذي كان مفخرة الأردن في المنطقة العربية في وقت من الأوقات، وغير هذا وذاك.
وفي خضم هذه المرارة والبؤس تستمر خطط وبرامج استهداف المجتمع: هويةً وقيمًا وثقافةً، وربما لا يكون آخرها ما أقرته وزارة الثقافة من رواية مسفة في هذا المجال، وتحد سافر لقيم المجتمع وهويته العربية الإسلامية. فلماذا هذا الإصرار على إثارة مثل هذه الزوابع في ظل هكذا حال، أو الإصرار على المحاولة دون نهاية، رغم كل الاستفزاز والرفض المجتمعي؟!
ولماذا الاستمرار في حصار قوى اجتماعية وسياسية ما كانت يومًا إلا ظهيرًا للوطن، وخادمًا للمجتمع، ومُساهِمةً في بنائه وتنميته؟
فهل هذا رؤية رسمية كلية أم اجتهادات فردية تُستخدم لقياس ردود الفعل؟!
كل العقلاء الغَيَارى في هذا البلد يؤكدون أن لا مفر من الاعتماد على الذات، وبناء جبهة داخلية يسهم فيها الكل الوطني الرسمي والشعب من خلال شراكة حقيقية على قواعد العدل والحرية والوحدة والديمقراطية، والمصالح الوطنية العليا، والحفاظ على الهوية الحضارية للمجتمع والدولة، ووقف كل أشكال العبث وجهود الإجهاد والتوهين، أو الإرجاء والتسويف!