ذكرى رحيل مجاهد أردني

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
كتب : علي سعادة

لطالما كنت مأخوذا منذ أن التحقت بعملي في مركز الدراسات بصحيفة الدستور وحتى اليوم بسيرة الشخصيات الأردنية التي أدت دورا بطوليا في سبيل قضية العرب الأولى والمركزية..القائمة طويلة وعبقة بالريحان والياسمين.

وبالتأكيد سيتقدم قائمة الشرف والبطولة أول شهيد أردني يرتقي على أرض فلسطين عام 1920 وهو كايد مفلح العبيدات، ومن سطروا البطولة فيما بعد على أسوار القدس، من بينهم عبدالله التل ووصفي التل، وحابس المجالي في معارك باب الواد وما زال أهل القدس يتغنون ينشدون “حابس حابسهم بالوادي..حابس وجنوده وتادِ”.

والشهداء فراس العجلوني وموفق السلطي ومحمد حمد الحنيطي، وثلة من الأبطال العظام.

تحل علينا  ذكرى رحيل أحد رجالات الأردن وفلسطين والعرب الكبار، اللواء تركي باشا يوسف الهنداوي .

وبحسب مصادر متعددة، فقد ولد “أبو العاص” عام 1928 في إربد والده يوسف آغا الهنداوي، أحد أهم ضباط الجيش التركي في مرحلة الحكم العثماني، وقد منحه الأتراك لقب “آغا” حيث كان صاحب السيطرة والنفوذ في عمان آنذاك بحيث كان حاكما للبلقاء في ذلك الوقت.

التحق بمدرسة المرشحين العسكريين، وحمل الرقم 444، شارك في حرب فلسطين عام 1948. وهو أحد الضباط الأحرار الذين قاموا بتأسيس حركة الضباط الأحرار الأردنيين، وهم: شاهر أبو شحوت، وقاسم الناصر، ومحمود المعايطة ، وكان شعارهم تحرير وتعريب الجيش من السيطرة الأجنبية والوحدة العربية وتحرير فلسطين.

 سجن “أبو العاص” في معتقل الجفر عام 1957 ولمدة تزيد على السبع سنوات بسبب اتهامه بمحاولة الانقلاب على الحكم، وأفرج عنه بعد ذلك بعد عفو عام .

ومما يعرف عن الهنداوي أنه كان يرفض أن يقدم أو يتقبل الحلوى بالمناسبات والأعياد حدادا على احتلال فلسطين عام 1948. ويقال أنه سمي “أبو العاص” لأنه كان عصيا عن الزواج ما دامت فلسطين تحت الاحتلال.

وتقول روايات عدة نشرت في الصحافة المحلية أنه أثناء وجوده في السجن قامت والدته، بخطبة ابنة الشيخ إبراهيم الراشد الحنيطي، وهو من أحد وجوه البلقاء وشيخ مشايخ البلقاوية وترتبط بهم بصلات قربى، ومع أن تركي لم يكن يعلم بالموضوع إلا أن ابنة الشيخ الحنيطي وافقت رغم معرفتها بسجنه من منطلق أنه رجل وطني ضحى من أجل الأردن وفلسطين ووحدة الأمة وهذا أمر مشرف، وعليه وافقت على الاقتران به وهو في السجن حتى صدر الأمر الملكي بالعفو.

تولى الهنداوي فيما بعد موقع مساعد مدير الأمن العام ثم مساعد مدير الدفاع المدني، و محافظ معان، ثم محافظ أربد  وبعدها محافظ  العاصمة حتى عمان عام 1985. وتوفاه الله في 16 نيسان عام 2008.

رحمه الله وتقبله مع الشهداء والصالحين، ورحم الله وغفر لشهداء الأردن وفلسطين أجمعين.

اكتب تعليقك على المقال :

أحدث الأخبار