“درع الربيع” التركية ومجزرة الطائرات

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
كتب : حازم عياد

مجزرة للطائرات التابعة للنظام السوري بلغت ذروتها يوم امس الاحد بإسقاط طائرتين حربيتين اعترف النظام السوري بسقوطهما، وهي رسالة يوجهها النظام السوري لقواته على الارص بأنه بذل كل ما في وسعه لتوفير الغطاء الجوي، ورسالة الى حلفائه بأن زخم هجومه على إدلب انتهى، ومن الممكن ان يقود الى خسارته مواقع حساسة، ومناطق لم يكن يتخيل خسارتها.

بانضمام سلاح الجو التابع للنظام إلى سلاح الدبابات والمدفعية الذي تعرض لخسائر كبيرة مباشرة بعد الضربة التركية الموجهة للرد على مقتل 33 من جنودها، بات النظام مكشوفًا بالكامل في إدلب وجنوب وشمال حلب بل ريف حماة بأكمله.

النظام السوري باستهدافه القوات التركية ارتكب خطأً قاتلًا؛ إذ وَحَّد الاتراك خلف قيادته السياسية والعسكرية للرد على الهجمات، وأوقف تدفق اللاجئين الى تركيا. أوراق سياسية لم تغفلها القيادة التركية على الصعيد الداخلي او الاقليمي، وسارعت إلى توظيفها في المعركة لتعطي زخمًا سياسيًّا كبيرًا لتحركها.

الرهان على روسيا لردع تركيا عن مهاجمة قوات النظام، أو لاحتواء ردة الفعل التركية كان خاسرًا، رهان عَبَّر عنه بشار الاسد بالقول إنه يسمع جعجعة من الشمال، ولكن ما حدث كان عملية طحن، ولم تكن جعجعة وفقاعات صوتية، بل كانت قذائف تركية أبادت القوات المهاجمة لمحافظة ادلب، واستعادت عددًا كبيرًا من المدن والقرى، علمًا ان العملية التركية لم تكن قد انطلقت بعد.

فالعملية جهزت لها تركيا 10 آلاف جندي، وأكثر من 2000 سلاح ثقيل، مدعوم بـ6 آلاف مقاتل من الجيش الوطني السوري (الجبهة الوطنية)، عملية انطلقت بداية شهر آذار الحالي لتحمل مسمى “درع الربيع”؛ ما يعني خسارة النظام أجزاءً كبيرةً من محافظة حماة وحلب، ولن يقتصر الامر على إدلب فحسب!

النظام السوري وقف عاجزًا، وعلى مدى ايام، عن مواجهة القوات التركية وقوات المعارضة، ورهانه على روسيا تلاشى وتبخر بإيقاف روسيا نشاطها الجوي، وترك قواته والمليشيات الداعمة له بدون غطاء جوي، بل إن القطع البحرية الروسية التي دخلت المتوسط، وتحمل صواريخ كالبير الروسية، تحولت الى استعراض ساذج؛ فالروس لن يهاجموا القوات التركية خشية توريط الناتو، خصوصًا أن حاملة الطائرات النووية الامريكية “إيزنهاور” سارعت وبرفقتها طرادين، وثلاث مدمرات الى المتوسط، بعد الاعلان الروسي عن دخول فرقاطتين عبر البسفور الى المتوسط.

لم يتوقف سوء التقدير على المراهنة على روسيا، بل إن موقف الناتو والدول الاوروبية تحول الى عنصر ضاغط على أعصاب النظام وموسكو؛ فبعد وصول ما يقارب 75 ألف لاجئ إلى الحدود اليونانية والبلغارية تعالت الاصوات بضرورة وقف القتال، وانسحاب النظام، والعودة الى العملية السياسية في سوريا، ومراعاة المصالح التركية! بل ذهبت اليونان -خصم تركيا التاريخي في أوروبا والناتو- الى رفع اعتراضها على تزويد تركيا بمنظومة الباتريوت، واحتمال اللجوء الى الفصل الرابع من ميثاق الناتو؛ بما يسمح بتزويد تركيا بمنظومة الباتريوت الخاصة بإسبانيا.

ختامًا: تضغط تركيا بقوة لإنشاء منطقة حظر جوي؛ ما يجعل من بطء الاستجابة الروسية للمطالب التركية سببًا في تقويض سياستها في سوريا  وجهودها في أستانا؛ فالخسارة الكبرى ستكون بفرض منطقة حظر جوي تحد من فاعلية قواتها، وخسارة الشريك التركي في أستانا في آن واحد، وهو أمر يستدعي روسيا التحرك بقوة لإرضاء الحليف التركي الذي بات يضغط على اوروبا باللاجئين، وعلى روسيا بالناتو ومنطقة الحظر الجوي، فضلًا عن خسارة سوق الطاقة الواعد في أوروبا.

اكتب تعليقك على المقال :