قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” إسماعيل هنية إن ما يهمنا كفلسطينيين في متابعة الانتخابات الأمريكية هو ألا نقع مجدداً في فخ الوهم السياسي المتعلق بالعودة للمفاوضات، فهذا المسار انتهى ووصل إلى طريق مسدود.
وبين هنية في كلمة له خلال المشاركة في مؤتمر الرواد الإلكتروني الأول “القدس أمانة.. التطبيع خيانة” الذي ينظمه الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين على أنه لا يهمنا كفلسطينيين من يكون في البيت الأبيض، ما يهمنا هو سياسة هذه الإدارة، وللأسف الإدارات المتعاقبة جميعها كانت منحازة.
ودعا هنية إلى استكمال خطوات تحقيق المصالحة وبناء الشراكة الكاملة في المقاومة الشعبية والموحدة، وإنهاء الانقسام وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية ومجلس وطني فلسطيني، وإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير لتضم كل الفصائل والقوى وتشكل مظلة لشعبنا في الداخل والخارج.
وشدد على أن حركة حماس متمسكة بالوحدة الوطنية وتحقيق المصالحة، ولن تتراجع عن التفاهمات التي توصلت إليها مع حركة فتح والفصائل الفلسطينية، داعياً إلى استكمال ما تبقى لإنجاز اتفاق فلسطيني يرقى لمستوى المرحلة.
وأردف أنه يجب أن نشكل عمقاً استراتيجياً للقضية الفلسطينية، وأن نقف في وجه التطبيع الذي لا يعبر عن ضمير الأمة.
وقال هنية: نحن أمام متغيرات استراتيجية في واقعنا العربي والإسلامي والفلسطيني، وإعادة تشكيل للمنطقة، فلا يجب أن نكتفي بردة الفعل والجري وراء الأحداث، بل يجب أن نكون مستعدين لامتلاك زمام المبادرة، وأن نصنع الحدث، وأن نضع أجنداتنا، وهذا لا يتأتى إلا بامتلاك قوة الوحدة والاعتصام بحبل الله.
وأشار إلى أن القضية الفلسطينية واجهت “مثلث الشر السياسي” خلال السنوات الماضية والذي تمثل بصفقة القرن وخطة الضم وسياسة التطبيع.
وأوضح هنية أن استراتيجية الإدارة الأمريكية تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وبناء بيئة غير حاضنة على الأقل في الواقع العربي على المستوى الرسمي.
ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية تهدف من خلال هذا المثلث إلى بناء تحالف إقليمي في المنطقة يكون العدو الصهيوني فيه متسيداً بحكم التفوق السياسي والعسكري والتكنولوجي، ويترتب على ذلك إعادة ترتيب مصفوفة الأعداء في المنطقة.
وأشار إلى أن مواجهة هذا المثلث يتطلب أن يكون لدينا استراتيجية وخطة تحرك انطلقنا بها وهي قائمة على عدة دوائر، أولها العمل على توحيد الشعب الفلسطيني وامتلاك كل وسائل القوة والممانعة السياسية لشعبنا لمواجهة الاحتلال ومخططات تصفية القضية.
وتابع، قطعنا شوطا جيدا على هذا الطريق، وتوصلنا لمفاهيم قائمة على ضرورة إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني وتفعيل مبدأ الشراكة في الميدان والسلطة وإطار منظمة التحرير، وبتنا على أعتاب إنجاز هذا الطريق.
وواصل هنية، الدائرة الثانية هي المقاومة، فنحن تحت الاحتلال، ولا يمكن أن نتحرر إلا من خلال المقاومة الباسلة.
وحيّا هنية الأسير ماهر الأخرس الذي انتصر في معركة الأمعاء الخاوية على جلاديه، مؤكداً أنه نموذج يقول بأن التحدي والمقاومة والإرادة والإصرار والعزيمة طريق الانتصار.
وبين هنية أن الدائرة الثالثة هي إعادة ترتيب علاقتنا مع محيطنا العربي والإسلامي، والوصول لبناء تيار وكتلة صلبة في المنطقة قادرة على مواجهة التحديات وحماية القضية الفلسطينية.
وأوضح هنية أن الدائرة الرابعة هي الانفتاح على كل أحرار العالم والاستفادة من كل الطاقات بهدف نزع الشرعية عن الكيان ومواجهة الرواية الصهيونية وتثبيت الحق الفلسطيني.
استراتيجية الشراكة
ودعا هنية الأمة إلى الانتقال من استراتيجية الدعم والإسناد للقضية الفلسطينية إلى استراتيجية الشراكة الكاملة من أجل تحرير فلسطين والقدس ومن أجل مواجهة المخططات الهادفة إلى تصفية القضية وتكريس الهيمنة الصهيونية.
وأضاف هنية أننا نريد الانتقال من مستوى الدعم من القوة الناعمة إلى قوة المال والسلاح، فالتحديات التي تواجه الأمة ذات طابع استراتيجي.
ودعا هنية إلى إغلاق صفحة الصراع داخل الأمة، وفتح صفحة جديدة في الصراع بين الأمة والعدو المركزي لها الاحتلال الصهيوني.
وأضاف أنه آن الأوان لنضمد جراحنا، ونعلي صوت العقل وتخفيف حدة التوتر إلى بناء شراكات بين أوساط الأمة، مشيراً إلى أن ما جرى من تطبيع مع الاحتلال شكل واقعاً ذهبياً للعدو والإدارة الأمريكية للعبث بمقدراتنا وقضيتنا.
وأعرب هنية عن أسفه من أن الاحتلال سيسعى لإحداث اختراقات كبرى مع الشعوب والدول التي طبعت معه، ولن يكتفي بالعلاقات السياسية، ونحن لا نريد لإخواننا أن يكونوا فريسة للاحتلال.