عدد خبير فلسطيني في شؤون الاستيطان ثلاثة أهداف تقف خلف توجه الاحتلال الصهيوني لضم كتل استيطانية رئيسية شرقي القدس، في إطار الخطة التي تنوي حكومة الاحتلال تنفيذها في إطار “صفقة القرن” الأمريكية.
وقال خليل التفكجي إن توجه الاحتلال لضم تجمع مستوطنات “معاليه أدوميم”، و”غوش عتصيون” من شأنه تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية لليمين الصهيوني .
الأول: إنهاء أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية بالضفة الغربية بعزل شمالها عن جنوبها.
ثانيا: تكريس ما يعرف بـ”القدس الكبرى”.
ثالثا: منع إقامة عاصمة للدولة الفلسطينية شرقي القدس.
وشرح التفكجي في حديث مع الأناضول قائلا: “عندما يتردد اسم معاليه أدوميم، فالبعض يعتقد خطأ أن الحديث هو عن المستوطنة ولكن الاحتلال تتحدث عن الكتلة التي تضم عدة مستوطنات بما فيها المشروع (إي واحد) ومناطق نفوذ الكتلة الاستيطانية الذي يمتد على مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية”.
وتابع التفكجي: “الأمر ذاته ينطبق على كتلة غوش عتصيون، فالحديث هو ليس عن المستوطنة، وإنما عن الكتلة الاستيطانية والفرق بينهما هائل جدا”.
واستنادا إلى الخبير الفلسطيني فإن عدد المستوطنين في كتلتي “معاليه أدوميم” و”غوش عتصيون”، يزيد عن 140 ألفا .
وقال التفكجي: “تشكل الكتل الاستيطانية معاليه أدوميم وغوش عتصيون وأرئيل، نحو 10٪ من مساحة الضفة الغربية”.
تأجيل الضم
ورفض اعتبار أن تأجيل الضم عن الأول من يوليو/تموز، هو بمثابة هزيمة لمشروع الضم، ويرى أنه “مجرد تأجيل تكتيكي لضمان الإجماع داخل الحكومة الصهيونية والتوصل إلى تفاهم مع الإدارة الأمريكية”.
ويميل التفكجي، الذي يرصد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية منذ عقود، إلى الاعتقاد بأن الضم سيبدأ فعليا من كتلتي “معاليه أدوميم” و”غوش عتصيون”.
واستنادا إلى أبحاثه، فإن من المرجح أن تضم إسرائيل كتلتي “معاليه أدوميم” و”غوش عتصيون” إلى حدود بلدية غربي القدس، مع إخراج أحياء فلسطينية ذات كثافة سكانية عالية من حدود هذه البلدية.
وأوضح : “هناك إجماع في إسرائيل على ضم معاليه أدوميم، وغوش عتصيون، وعليه فإن الحكومة الإسرائيلية لن تواجه إي إشكالية في ترويج هذا الضم”.
القدس الكبرى
وأضاف: “ضم هاتين الكتلتين من شأنه أن يكرس (مشروع) القدس الكبرى، ومنع أي إمكانية لقيام عاصمة للدولة الفلسطينية بالقدس الشرقية”.
وكانت “صفقة القرن” الأمريكية المزعومة، قد اقترحت إقامة عاصمة للدولة الفلسطينية في كفر عقب أو مخيم شعفاط أو بلدة أبو ديس، شرق القدس.
ورفض الفلسطينيون “صفقة القرن” لأسباب عديدة، بينها أنها تُبقي شرقي القدس بما فيها البلدة القديمة حيث تتواجد الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، تحت السيطرة الدائمة للعدو.
ولفت التفكجي إلى أن الاحتلال تتجهز منذ سنوات لعملية ضم الكتلتين “معاليه أدوميم” و”غوش عتصيون”، مبينًا أنها “جاهزة للضم، وبإمكانها أن تنفذه في أي لحظة في حال وجود قرار من الحكومة الصهيونية”.
وتابع: “البنى التحتية جاهزة والشوارع جاهزة، وبالتالي فإن الضم سيكون فوريا، ولن يكون بحاجة إلى وقت للتنفيذ”.
ويكمل: “حاليا يجري وضع اللمسات الأخيرة على شارعين في محيط القدس أحدهما يربط وسط الضفة الغربية مع جنوبها والآخر يوصل ما بين المستوطنات الصهيونية في جنوب القدس مع تلك الموجودة في شرق المدينة”.
ويفسر قائلًا: “وهذا يعني تحديدا وصل كتلة غوش عتصيون مع كتلة معاليه أدوميم، وتطلق عليه الاحتلال اسم (الشارع الأمريكي) مع أنه يمر على الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد اعترفت نهاية العام 2017 بالقدس عاصمة للاحتلال، لكن المجتمع الدولي، ما يزال يعتبر القدس مدينة محتلة، وعاصمة للدولة الفلسطينية الواعدة.