على الرغم من قرار وزارة الأوقاف إغلاق المساجد بسبب فايروس كورونا، إلا أن حلقات تحفيظ القرآن الكريم لم تتوقف وتستأنف نشاطاتها، لكن بطريقةٍ أخرى.
ويستعد عُدي فروانة (15 عامًا) يوميًّا لحفظ صفحة من القرآن الكريم ويُسمّعها لشيخه عبر تطبيق واتساب؛ ليتمكّن من خلاله بحفظ جزء من القرآن عن بعد لأول مرة.
ويوضح فروانة في حديثه لمراسل صفا أن قرار إغلاق المساجد لم يمنعه وأصدقاؤه من استئناف حفظ القرآن.
ويضيف: “والدي يمسك لي المصحف يسمّع لي، في وقت أمسك هاتفي بيدي واسمع لشيخي عبر واتساب؛ آمل أن ينتهي وباء كورونا ونعود للمساجد لاستئناف حلقات التحفيظ”.
وقررت وزارة الأوقاف بغزة أواخر الشهر الماضي إغلاق مساجد القطاع، ووقف صلاة الجمعة والجماعة فيها لأسبوعين؛ وذلك ضمن الإجراءات الوقائية ضد الوباء.
ويرى المحفّظ مختار سلامة أن تحفيظ القرآن عن بعد لطلبته سيكون مؤقتًا.
ويقول تقرير للوزارة إن نحو6 الاف طالب وطالبة يتواصلون مع محفّظيهم الكترونيًّا لضمان استمرار حفظ القرآن الكريم.
ويشرف سلامة على حلقة قرآنية تتكون من 15 فردًا، حيث يعقد جلسته الافتراضية عبر واتساب ليمكنّه من التواصل مع 5 طلبة والتسميع لهم في آن واحد، وكأنه في جلسة تحفيظ على أرض الواقع.
تفاعل إلكتروني
مدير عام الإدارة العامة للقرآن الكريم بوزارة الأوقاف مازن النجار يقول إن الفكرة تكمن باتفاق المحفظ والطلبة بإنشاء مجموعة عبر برنامج واتساب، وتشغيل تقنية الفيديو ليتمكن الطلبة والمحفّظ من رؤية بعضهم.
ويتبع لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية 550 حلقة قرآنية منتشرة في مساجد القطاع؛ لكنه وبعد وباء كورونا لم يتعطّل منها سوى 20%.
ويضيف النجار: “تقريبًا 80% من الطلبة والمحفظين يتفاعلون يوميًّا عبر تلك التقنية، وذلك حقق لدينا إمكان حصر ما يحفظه الطالب، وما يُنجزه مُحفظّه.
ومن المعوقات التي تواجه “التحفيظ الإلكتروني” انقطاع التيار الكهربائي أو انقطاع الإنترنت لدى طرف من المتصلين، وعدم امتلاك بعض الطلبة حسابًا على مواقع التواصل الاجتماعي.
تشجيع الأهل
وترى المحفّظة غادة جعفر أن تشجيع الأهل للطلبة ساعدهم كثيرًا في استئناف حلقات التحفيظ إلكترونيًّا؛ إذ أنه لم يكن بإمكانهم التحفيظ عن بعد لولا مساعدة الأهالي.
وتعتقد غادة-مشرفة حلقة التحفيظ-التي تدير تحفيظ 17 تلميذة بالتسميع وتلقين القرآن عن بعد أنه بات الإنجاز مع الطلبة في حفظ القرآن أكثر من أي وقت مضى؛ أذ أنه بات بإمكانها التسميع لهن في أي وقت يشأن.
وترى الطالبة إسراء الربعي “التحفيظ عن بعد” بالتجربة الجميلة، معبرةً عن أملها أن يتم استثمار التجربة واجراء اختبار للحفاظ عن بعد وبشكل إلكتروني.