حقبة الدبلوماسية الانتخابية

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
كتب : حازم عياد

تتراشق النخبة السياسية في الكيان الاسرائيلي الاتهامات بإحباط تشكيل حكومة ائتلافية او توافقية والدفع بالكيان الاسرائيلي نحو انتخابات برلمانية جديدة؛ في حين يقف نتنياهو متحمسا لحالة التخبط التي دخلت فيه البلاد والنخبة السياسية؛ تخبط يتيح له المزيد من الطاقة والامكانات للمناورة لعلها تفيده في الوصول الى تسوية مع القضاء ومع سائر القوى السياسية؛ كما انها تفتح له كوة امل بإمكانية تحقيق نتائج افضل في الانتخابات القادمة؛ حقائق جعلت من ملف العلاقة مع الاردن ملفا انتخابيا جديدا يسعى نتنياهو من خلاله للظهور بمظهر المنقذ للدبلوماسية الاسرائيلية بعد تحذيرات من تدهور كبير في العلاقة لا يوازي المكاسب الناجمة عن التجاذبات بين قوى اليمين. 
في ظل هذه الاجواء المتوترة شق الاردن طريقة لتحقيق نصر دبلوماسي مكنه من  اطلاق سراح مواطنيه هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي؛ انجاز لم يكن سهلا اذ عانى الاردن من المزاودات داخل اليمين الاسرائيلي بشكل هدد امكانية التوصل الى مخرج لهذه الازمة الدبلوماسية التي دفعت عددا من النخب الاعلامية والمراقبين داخل الكيان الى التحذير من تداعياتها على العلاقات الدبلوماسية مع الاردن؛ فالخسائر المتوقعة كان من الممكن ان تتفاقم في حال لم يجد مخرجا  لهذه الازمة.
لم يكن من السهل ان يحقق الاردن نجاحا دبلوماسيا الا ان الكيان بات يدرك ان الاردن سيستخدم اوراقه الدبلوماسية والسياسية للدفاع عن مكانته في الاقليم ومصالحه المباشرة؛ كما ان الحكومة الاردنية معنية بصورتها الداخلية امام مواطنيها وبعدم خروجها منكسرة
في هذه المعركة.
المواجهة الدبلوماسية الاخيرة بين الاردن والكيان لن تكون الاخيرة على الارجح ولكنها تؤسس لمرحلة جديدة اذ لم يعد بالامكان ادارة الملفات بالغرف المغلقة في ظل حالة الصخب والضجيج والفوضى التي يعاني منها الكيان الاسرائيلي التي تدفع به نحو انتخابات ثالثة بل رابعة على الارجح؛ فوضى لن يخرج منها 
بين ليلة وضحاها.
المرحلة المقبلة تؤكد ان الاردن لن يتعامل مع رئيس حكومة بل مع عدد كبير من رؤساء الحكومة العاملين والافتراضيين ما يعني الحاجة الى صياغة معادلة جديدة لإدارة العلاقة مع هذا الكيان المضطرب؛ امر لن يقتصر على الاردن اذ سيمتد عاجلا ام اجلا الى علاقات الكيان حتى مع حلفائه الاوروبيين والغربيين بل مع المقاومة الفلسطينية والسلطة؛ فالفوضى في الكيان تعد مدخلا حقيقيا لإجراء العديد من التعديلات المهمة في ادارة ملف العلاقة مع الكيان ليس على الصعيد الاردني فقط بل على الصعيد الفلسطيني بشقيه 
السلطة والمقاومة.

اكتب تعليقك على المقال :