75 يوماً فقط قضتها طواقم قناة الأقصى الفضائية لإنتاج المسلسل الدرامي المقاوم الذي حمل اسم “حبر النار”، لتتمكن من بثه لمشاهديها خلال أيام شهر رمضان المبارك لهذا العام 2020، والذي يعد وقتاً قياسيًّا لإنتاج مثل هذا المسلسل في ظل أزمات متراكمة ومتلاحقة.
هذا المسلسل الجديد الذي عُرض بعد غياب لأكثر من عامين لأعمال درامية مميزة عن شاشة قناة الأقصى، جاء بعد مطالبات عديدة من الجمهور الفلسطيني للقناة بالعمل على إنتاج بطولية تظهر الحق الفلسطيني وتدحض أكاذيب الاحتلال الصهيوني.
26 حلقة
مخرج المسلسل الفنان سعدي العطار، أكّد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ المدة القياسية 75 يوماً، أثمرت إنتاج 26 حلقة لبثها خلال أيام شهر رمضان كل حلقة من 15 إلى 20 دقيقة.
وأوضح العطار أنّ المسلسل كان يحاكي واقع المعاناة المستمرة في الضفة الغربية، من تهويد وحصار واعتقالات وقتل لا يتوقف، مبيناً أنّ معظم هذه الحلقات خصصت لهذا الأمر.
ويضيف المخرج الفلسطيني: “ورغم شح الإمكانيات، وقلة الموارد والحصار، وتعرض مقرات قناة الأقصى للتدمير بما فيها معدات التصوير والمونتاج وغيرها، إلا أنّ إدارة القناة أصرّت على العودة للجمهور الفلسطيني لبث روح المقاوم والنضال في نفوسهم”.
وتعرض مقر قناة الأقصى الرئيسي في قطاع غزة للتدمير بشكل كامل خلال عدوان إسرائيلي في نوفمبر 2018، مما أدى إلى تراجع الإمكانيات والموارد المتعلقة بإنتاج المسلسلات والأفلام.
ظروف كورونا
وأشار العطار إلى أنّ الخشية من انتشار فيروس كورونا كاد أن يشكل عائقاً أمام استمرار العمل، “إلا أنّ فريق العمل أصرّ على الاستمرار مع أخذ احتياطات السلامة والأمان كافة، في ظروف صعبة جداً” وفق قوله.
ونبه مخرج حبر النار، أنّ الظروف وقلة الإمكانيات لم تقف أيضاً حائلاً أمام استمرار العمل، مبيناً أنّ إدارة القناة وفريق العمل لم يكن أمامهم إلا إنتاج العمل ولو بأقل الإمكانيات والموارد رغم شح التمويل.
وأضاف: “الحمد لله، أصررنا وتحملنا قلة الإمكانيات وتحدينا أنفسنا، فصنعنا هذه الدراما التي كان يجب أن تظهر للعالم الحق الفلسطيني في ظل الصلف والتعنت الصهيوني”.
مواجهة التطبيع
ولم يُخف المخرج العطار، أنّ الإصرار على المسلسل جاء من باب ما كان تتوعد به بعض الفضائيات العربية ببث مسلسلات درامية تطبيعية، معرباً عن أسفه لانجرار بعض الفنانين والممثلين والمخرجين العرب لمجارة الرواية الصهيونية.
وحذّر العطار من الانجرار والاستمرار في الانحدار في تطويع الفن والدراما العربية لتبييض وجه الاحتلال، مبيناً أنّ الحق الفلسطيني كالشمس لا يُغطى بغربال.
وأضاف: “كان الأولى ببعض أصحاب رؤوس الأموال، والدول والقنوات العربية، عرض مسلسلات تتحدث عن الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني على مدار 70 عاماً”.
ودعا العطار رجال الأعمال العرب، وأصحاب رؤوس الأموال الأحرار في العالم، الحريصين على القضية الفلسطينية ودعمها، إلى دعم المسلسلات التي تدعم الحق الفلسطيني، وتدحض الرواية الصهيونية.
المركز الفلسطيني للإعلام