منذ بداية الصراع العربي الصهيوني والأخير يسجل نجاحات فيما نحن نسجل إخفاقات.
النجاح الأخير والمذهل للصهاينة سيكون سحب هذا السؤال من التداول: حاب تحرر فلسطين؟
منذ بداية الصراع كان الكثيرون يحبون تحرير فلسطين، كانت الأنظمة العربية كافة تردد: حابين نحرر فلسطين. كان كل قائد عربي يؤكد: حاب أحرر فلسطين. ومع ذلك فلم يحرر أحد منهم فلسطين، بل على العكس فإخفاقاتنا كانت تترى، فيما نجاحاتهم كذلك.
قلنا إنه يجب أن تتوقف الهجرة اليهودية، فزادت الهجرة. قلنا إنه يجب أن لا تقوم دولة للعصابات اليهودية، فقامت الدولة. قلنا يجب أن لا تستمر هذه الدولة، فاستمرت الدولة. قلنا يجب أن لا تتوسع، فتوسعت واستولت على القدس.
قلنا لا صلح لا اعتراف لا تفاوض، فهرولت الشقيقة الكبرى ففاوضت وصالحت واعترفت. قلنا لا اعتراف قبل دولة فلسطينية على أراضي “السبعة وستين”، فنالوا اعترافا أردنيا وفلسطينيا وسفارات، ولم نر دولة فلسطينية.
قلنا السلام مقابل الدولة الفلسطينية والجولان وحل عادل للاجئين، فهرول الزعماء وعقدوا السلام ولم نر دولة ولا جولانا ولا عودة. قالوا إن التطبيع محرم ومجرم، فصار التطبيع حلالا وواجبا.
ثم نتساءل.. لماذا لم يقدنا حبنا لتحرير فلسطين شعوبا وزعامات لتحرير فلسطين؟
ببساطة لأننا نريد أن نحررها دون أن نقدم على أي تضحية معتبرة.
من يريد أن يحرر فلسطين عليه أن يكون مستعدا للتضحية بأعز ما يملك. فأين هم هؤلاء؟!