ثنائية الدولة القومية والوطنية.. ترجمة خارج النص

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
كتب : فرج شلهوب

منذ زمن ليس باليسير، يتردد في النقاشات حول الاسلام السياسي وضرورات المراجعة جملتان معترضتان .. يظهر من يرددهما ان ما يعرضه هو خلاصة نقاش عميق، ممتد في الزمان والمكان .. وانه محاولة استحضار لتقدير المصلحة، ووضع خط واضح بين الممكن والمستحيل.

الجملة الاولى .. ان واحدة من أسباب فشل الإسلام السياسي على فرض وجود مثل هذا الفشل مناداته بالدولة فوق القطرية: الإسلامية او القومية، بخلاف الممكن والواقعي وهو الاشتباك مع واقع الدولة القطرية، بالطبع ينصرف وصف الفشل، في هذه الحيثية على الفكر القومي أيضا..

الجملة الثانية .. ان الانفصال عن تداعيات الصراع العربي الإسرائيلي وهمومه، والانطواء داخل الحدود الوطنية .. وربما الذهاب ابعد من ذلك بالتصالح مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، على اعتبار انه لا عداء وطنياً معها، وان المصلحة الاقتصادية والسياسية الوطنية تقتضي هذه المصالحة هو تفكير وموقف مقدر، وقراءة واقعية، تبتغي الكف عن قتال طواحين الهواء لمئة عام أخرى.

يمكن ملاحظة هذا في اكثر من مستوى في النقاش الدائر في الأوساط السياسية والحزبية العربية، بعض من يردد هذه الأفكار مخلص قادته تجربته الخاصة لهذا الفهم.. وثمة آخرون كثيرون يستثمرون بخبث في هذه الطروحات، رعاة محليون يستهدفون ادامة الحال المهترئ الذي يستفيدون ويعتاشون عليه بوصفهم جزءًا من مشهد الخراب ورعاته.. او قوى خارجية تريد لهذا الإقليم ان يعيش ضعيفا مجزأً متخلفا؛ لإدمة السيطرة عليه وتوجيه أقداره ومصيره.

وبغض النظر عن إرادة الخراب المحلية والخارجية، يثار السؤال: هل فعلا تبدو الأمور كذلك في تقدير الفشل سواء في ثنائية الدولة القطرية والقومية، ام في الانفصال عن الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي؟

بالطبع من المهم استحضار الواقعية بكل تفاصيلها .. والاهم في كل ذلك إمكانات الدولة القطرية العربية، وهل تؤهلها للعيش باستقلال وامن وسلام، وان تشق طريقها في بحر متلاطم من الصراعات والتدافعات الإقليمية والدولية؟ وهل نحن قبل هذا وبعده نعيش في عالم طوباوي تحكمه الاخلاق والقوانين العادلة..وان الأشرار لا سبيل لهم ولا مكان؟ وان احدا لن يعترض طريق الشعوب وهي تشق طريقها نحو بناء الدولة الحديثة ، او وهي تعزز وتشيد استقلالها؟

نظرة بسيطة قادرة على كشف الحقيقة في الامرين؛ الدولة القطرية العربية لا فرصة لها لبناء استقلالها الحقيقي، وامكاناتها قبلا لا تؤهلها لهذا الاستقلال .. انظرو ماذا يجري في الاقليم العربي، سوريا والعراق.. ناهيك عن سواهما ..هل ثمة سيادة وطنية حقيقية؟ هل ثمة استقلال؟ والاشرار هل اختفوا ولم يعد لهم مكان؟

اما دولة الاحتلال والعلاقة معها فليست إلا ستارا يغطي حقيقة الاستسلام لما يقرره الغالبون، فدولة الاحتلال وجدت لتهيمن لإخضاع الاقليم ضمن صراع الكبار، ليصطف في مكان يحددوه هم .. ولعب دور يرسموه هم وفق مقاساتهم..

وللأسف بدون بناء موقف عربي موحد، وتحديد ملامح المشروع العربي للنهوض والتحديث، ستبقى منطقتنا نهبا لصراع الكبار في الاقليم وعبر العالم.. تقدم الضحايا في معارك الآخرين..وتستنزف طاقاتها في مسارات عابثة غير منتجة.

وثالثة الاثافي، للاسف، استمرار النظم الفردية والشمولية، ووضعها أولوية بقائها فوق كل مصلحة للشعب والامة .

نحتاج في المنطقة العربية لعمل .. وعمل كثير، ولكن في السياق الصحيح، لا في  دروب التيه والضياع

اكتب تعليقك على المقال :