أكدت مصادر تونسية وثيقة الاطلاع، أن الأوضاع الصحية للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، لازلت غامضة، وأن الأنباء بشأنها متضاربة، بين من يتحدث عن موت سريري للرئيس السبسي، وبين من يقول إنه في وضع صحي حرج لكنه مستقر.
وقالت مصادر سياسية تونسية موثوقة صحيفة طلبت الاحتفاظ باسمها، أن سبب الغموض في معرفة مصير الرئيس الباجي قائد السبسي، هو الخلاف حول خلافته في ظل غياب المحكمة الدستورية، وفي ظل الأوضاع الصحية السيئة لرئيس مجلس النواب (البرلمان) محمد الناصر، الذي يتولى آليا منصب الرئاسة في حال شغور المنصب الرئاسي بسبب الوفاة أو العجز.
وأضافت المصادر: “وفق الآليات الدستورية فإنه في حال عجز رئيس البرلمان عن تولي مهام الرئاسة، فإن من يتولى المهمة هو نائبه، وهو في هذه الحالة عبد الفتاح مورو نائب رئيس حركة “النهضة” الإسلامية، وهذا أمر لا تحكمه الآليات الدستورية وحدها، وإنما أيضا الموقف السياسي لأصدقاء تونس، في باريس وواشنطن”.
ورأت ذات المصادر، أن السلطات التونسية، وتفاديا لهذا الوضع وعدم الوقوع في الحرج، فإنها اختارت الحديث عن وضع صحي حرج، أو حتى موت سريري، وهذا لم يعلن رسميا بعد، وهو الخيار الذي يحيل صلاحيات رئاسة الدولة إلى رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد، وهو محل إجماع داخلي وخارجي أيضا، وفق تعبير المصادر.
وربطت المصادر بين حالة الغموض التي تنتاب مصير صحة الرئيس الباجي قائد السبسي (93 سنة)، والعمليات الانتحارية التي شهدتها العاصمة تونس اليوم، والمواجهات المسلحة قرب محطة تلفزيونية في محافظة قفصة جنوبي البلاد، وذكرت أن هناك مخاوف من أن تنتهز بعض الأطراف الوضع الأمني وتستهدف مكاتب رسمية لحركة “النهضة”، وهو ما دفع بهذه الأخيرة، إلى دعوة كل أعضاء مكاتبها للالتحاق بمكاتبهم وتشديد الحراسة الأمنية لمقراتها.
وكانت وزارة الداخلية التونسية قد أعلنت اليوم الخميس أن انتحاريين أولهما استهدف سيارة أمنية في شارع شارل ديغول وسط العاصمة قبالة السفارة الفرنسية، خلف قتيلا من أعوان الأمن البلدي وعددا من الجرحى، تبع انتحاري آخر استهدف مقرا أمنيا في القرجاني في ضواحي العاصمة خلف عددا من الجرحى.
ويأتي الهجومان الانتحاريان بعد الأنباء عن مواجهات مسلحة شهدها محيط محطة تلفزيونية في محافظة قفصة جنوبي البلاد.
وتزامنت هذه الأحداث مع بلاغ رئاسي صباح اليوم أعلن عن نقلل الرئيس الباجي قائد السبسي إلى المستشفى العسكري، وتبعته أنباء متضاربة بعضها تحدث عن وفاته وبعضها الآخر تحدث عن أوضاع صحية حرجة.
عربي 21