تتواصل التظاهرات العراقية، لليوم الثالث والثلاثين على التوالي منذ استئنافها في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، في مدن جنوب ووسط البلاد والعاصمة بغداد، وسط استمرار اتساع مظاهر الإضراب العام بشكل لافت اليوم الأربعاء، الأمر الذي أرغم حكومتَي ذي قار والمثنى جنوباً على تعطيل الدوام الرسمي اليوم وغداً الخميس، وذلك في خطوة اعتُبرت تحسباً لتجدد المواجهات بين طلاب المدارس والكليات، وقوات الأمن. كما شهدت محافظات جنوبية شللاً في الحركة بسبب قطع الطرقات من قبل متظاهرين في محافظات البصرة والمثنى والنجف وبابل وميسان وكربلاء وواسط، بينما استخدمت القوات العراقية النار لتفريق متظاهرين في بغداد.
وقال ناشطون، لـ”العربي الجديد”، إنّ مئات المتظاهرين توجهوا، منذ فجر الأربعاء، نحو جسر الأحرار على نهر دجلة وسط بغداد، كما يحاول آخرون التجمهر فوق جسر الشهداء المجاور، مؤكدين أنّ قوات مكافحة الشغب استخدمت الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع من أجل تفريق المحتجين هناك، كما شهدت ساحات التحرير والخلاني والطيران والوثبة وجسري الجمهورية والسنك، توافداً لأعداد كبيرة من طلبة المدارس والجامعات الذين انضموا للاحتجاجات، صباح الأربعاء.
وأرغمت الأعداد الكبيرة للمتظاهرين الذين قطعوا غالبية الطرقات بمدن محافظة ذي قار والمثنى جنوبي البلاد، السلطات المحلية على تعطيل الدوام الرسمي يومي الأربعاء والخميس.
ووفقاً لبيانات متزامنة من حكومتي المحافظتين، فإنّ تعطيل الدوام الرسمي “جاء حفاظاً على الأمن والسلم الأهلي”.
وفي كربلاء، جاب المتظاهرون شوارع وأحياء المدينة، واستخدموا الدراجات النارية والهوائية للتنقل في الأزقة الضيقة بعد منع قوات الأمن المتظاهرين من التجمع بأعداد كبيرة، كما قام المئات بقطع الطريق السريع الواقع بحي رمصان في كربلاء، وتقاطعَي المعلمين والموظفين وحي النقيب، وصولاً إلى جسر الضريبة، بينما أغلقت المدارس والمؤسسات الحكومية أبوابها، استجابة لدعوات العصيان عن الدوام الرسمي.