يخيم الحزن على مدينة القدس المحتلة وشوارعها وبلدتها القديمة، رغم تخفيف الاحتلال الإسرائيلي قيوده على وصول المقدسيين للمدينة، والسماح للمحال التجارية بفتح أبوابها بعد نحو 50 يومًا من الإغلاق بسبب انتشار فيروس كورونا.
ويعيش سكان مدينة القدس بحالة من الخوف والقلق اليومي في ظل انتشار وباء كورونا من جهة، والتشديدات والقيود من قبل شرطة الاحتلال نحوهم من جهة أخرى وفرضها المخالفات العشوائية عليهم، بحجة تنفيذ قانون الطوارئ رغم تقيدهم بالإجراءات الوقائية.
ويوضح المقدسي يوسف غنيم لمراسل “صفا” أن الأوضاع التي يعيشها سكان القدس هي جزء من الأوضاع التي يعيشها العالم والتحديات كبيرة أمام الناس.
ويدعو إلى تعزيز التضامن والتكافل الاجتماعي بين الفئات الشعبية، قائلاً: “إنه الخلاص الوحيد أمام الأسر الفقيرة والمهمشة بسبب الوضع الاقتصادي السيء”.
ويؤكد غنيم على ضرورة التضامن مع كل الفئات المعوزة في المجتمع المقدسي في المرحلة الحالية، خاصة وأننا في شهر رمضان.
ويلفت إلى ضرورة حرص المقدسيين على أنفسهم في ظل عدم توفر الجانب العلاجي لهم، جراء الإهمال المتعمد من قبل الاحتلال.
وينبه غنيم إلى أن شرطة الاحتلال أغلقت حيًا يهوديا قريبا بينما تسمح للسكان الفلسطينيين بالتحرك نسبيًا في الأحياء العربية، مضيفًا “هذا ليس حبا فينا”.
ويضيف “لذلك يجب أن نبقى في بيوتنا، وأن تكون تحركاتنا لتلبية احتياجاتنا الضرورية كمقدسيين”.
وتحول الاجراءات الوقائية في مواجهة فيروس كورونا، دون ممارسة المقدسيين لحياتهم اليومية بشكل طبيعي خاصة العمال منهم، حيث أجبرتهم على ترك أعمالهم ومصدر رزقهم والتزام بيوتهم ما أدى إلى سوء أوضاعهم المعيشية.
وعن معاناة المقدسيين، يقول المواطن وسام خويص من سكان حي الطور: “نعيش حاليا في البيوت بسبب عدم وجود أشغال ولا نشعر ببهجة رمضان، ولكن نتفاءل خيرًا بعد فتح بعض المحال التجارية”.
ويضيف “رغم سوء الظروف والتشديدات المفروضة على السكان، إلا أننا نحاول التأقلم مع هذا الوضع، ونأمل تحسن الأوضاع ونتمكن من الصلاة في المسجد الأقصى”.
ويلفت رئيس نادي الموظفين بالقدس موسى الخرس إلى أن انتشار فيروس كورونا أثر كثيرًا على الناحية الاجتماعية والاقتصادية والرياضية بمدينة القدس رغم مكانتها التاريخية والدينية، بالإضافة إلى تأثيره على سكان الضفة الغربية.
ويوضح الخرس أنه بالرغم من تزامن حلول شهر رمضان الفضيل مع عيد الفصح المجيد، إلا أن مدينة القدس وخاصة البلدة القديمة تخلو من أي مظاهر احتفالية أو بهجة كبقية السنوات السابقة.
ويتمنى أن تزول هذه الجائحة العالمية وتعود الأوضاع أفضل مما كانت، معتبرا انتشار فيروس كورونا درسا وموعظة للجميع في كافة القطاعات لإعادة التفكير بالممارسات السيئة التي كانت موجودة، والعمل على التحسين والتطوير للأفضل.