مع كل موسم أعياد يهودية جديدة، يتجدد العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك، ويأخذ منحى تصاعديًا أكثر خطورة على هويته الإسلامية، ولاسيما مع تبني حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة مشروع بناء “الهيكل” المزعوم فوق أنقاضه.
وشرعت “جماعات الهيكل” المزعوم بحملة لحشد أكبر عدد ممكن من المستوطنين المتطرفين لتنفيذ اقتحامات واسعة وجماعية للمسجد الأقصى خلال موسم الأعياد المقبلة، والذي يُعد الأطول هذا العام.
وتبدأ الأعياد برأس “السنة العبرية” يومي السبت والأحد الموافق 16 و17 أيلول/ سبتمبر الجاري، متبوعًا بأيام “التوبة” العشر التي تتكثف فيها الاقتحامات، يليها “عيد الغفران” يوم الاثنين 25 من نفس الشهر، ثم “عيد العرش” التوراتي الذي يبدأ من يوم السبت 30 سبتمبر، وحتى السبت 7 أكتوبر المقبل.
وعيد “العرش” يعد أحد أعياد “الحج التوراتية” الثلاثة التي ترتبط بـ”الهيكل” المزعوم، وهو ما توظفه الجماعات المتطرفة لفرض كامل طقوسه داخل المسجد الأقصى.
وفي هذا العيد، يُحاول المستوطنون إدخال “القرابين النباتية” إلى الأقصى، تعبيرًا عن كونه “الهيكل” المزعوم، كما يشكل موسمًا سنويًا لرفع أعداد المقتحمين لنحو 1500 يوميًا على مدى سبعة أيامٍ متتالية.
حرب مُستعرة
المختص في شؤون القدس جمال عمرو يقول: إن “الحرب الدينية على المسجد الأقصى تستعر بشدة، وتزداد نيرانها وقوتها في أبشع صورة، ولاسيما في ظل حكومة عنصرية فاشية تسعى لتحقيق مآربها ومخططات جماعاتها المتطرفة بحق المسجد”.
ويوضح، في حديث خاص لوكالة “صفا”، أن الاحتلال يستغل أعياده لأجل شن عدوان جديد على الأقصى، والمقدسيين، عبر تصاعد وتيرة الاقتحامات وأعداد المقتحمين، وأداء الطقوس الدينية التلمودية علنًا داخله، وكذلك عمليات الاستفزاز في المدينة المقدسة.
ويضيف أن “الإسرائيليين ماضون في إشعال الحرب الدينية، التي أصبحت أكثر وضوحًا وخطورة على الأقصى، في ظل تلك الحكومة اليمينية ووجود الوزيرين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو”.