قلتُها في تكريم البطل ماهر ذياب الجازي الحويطات الذي ثأرَ لإخوانه في فلسطين الذين تسحقهم آلة الظلم اليهودية , وذلك بقتله ثلاثةً من حرس الحدود اليهود, على جسر اللنبي بين الأردن والضفة الغربية، يوم الأحد 8/9/2024م، بإطلاقه عليهم رصاصاته فأرداهم صرعى، ومن ثم تكالبوا عليه وقتلوه فراح شهيداً رحمه الله . أكبِرُ فيه هذا العملَ البطوليّ , كما أكبَرَه فيه إخوانُه بغزة ، وأدَّوْا عليه صلاة الغائب، وأُثني فيها عليه وعلى عشيرته الخاصة الجازي والعامة الحويطات، وأذكر من رجالاتهم مَنْ قدّم لفلسطين ما تَقَرُّ به الأعْيُنُ، ومنهم شيخُ مشايخهم حَمْد بن جازي الذي قدّم فِلذةَ كبدِهِ (نايل) شهيدَ القدس في حرب 1948، وأخوه الشيخ هارون ابن جازي أحد أبطال معركة القسطل في تلك الحرب . ولا أنسى بطلَ الكرامة اللواء مشهور حديثة الجازي، وأتذكَّر منهم صديقنا طيب الخلق سمح المعشر في مجلس النواب الرابع عشر المحامي يُسري بن حَمْد الجازي . وأبعث فيها بتهانيَّ وتعازيّ الحارة من اربد باسمي وباسم الإخوان المسلمين عامة لهذه العشيرة الأصيلة، وبالذات لوالدَيْه وزوجتهِ وأنجالِه وإخوتِه ، ولا يفوّتني أنْ أحيِّي فيها معان وأهلها ومحافظتها ، لبسالتهم المعروفة. وأوجَّه من بعدُ الكلامَ لبيدين وربيبه النتن , أنه سيبقى مِنّا على طول المدى من يسوؤهم وينوؤهم. وهذه هي:
ألا سلمتْ يَمينُكَ يا ابن جازي | بقتْلِ الهُودِ في عُرْضِ المَجازِ | |
هُمُ الأنْجاسُ ما حَلُّوا بأرضٍ | سِوى أنْ دَنَّسُوها بالمخازي | |
كفِئْرانٍ جرتْ في ساحِ حَقْلٍ | سَعَتْ فيهِ خراباً بامْتِيازِ | |
فمرحى ثُمَّ مَرْحى ثمّ مَرحى | لقد حَقَّقْتَ فِعلَةَ خيرِ غازي | |
كما قال الكريمُ أخو حماسٍ | أتيْتَ بكُلِّ فخْرٍ واعتِزاز ِ | |
بما لم تأتِيَنَّ به جيوشٌ | عَلَتْ صَوْتاً بطبْلٍ وارتجازِ | |
ولكنَّ المَقادَ بكفِّ نذْلٍ | أو الجِبْسِ اللّئيم من انْجِلازِ | |
وقد ضاعتْ فلَسطينٌ وسينا | و جَوْلانٌ بِكِذْباتِ البِرازِ | |
ووسِّدَ لليهود بأرضِ (طه) | بِفَتْوى كلِّ ليِّنةِ الجَوازِ |
* * *
ثأرْتَ لِغَزَّةٍ طِرْفاً أبيّاً | أخا الإسلامِ والعَرَبِ العِزازِ | |
بقصْدِكَ مَعْبَرَ (اللَّنْبِي) سريعاً | وفي أذكى مُرورٍ واجْتيازِ | |
بهمّةِ ضيْغَمٍ يبغي غريماً | ولمْ يأبَهْ لِعُقْبى باحْتِرازِ | |
فأعظَمُ همِّه قتْلُ الأعادي | وأخْذُ الثّأرِ بالسَّيْف الجُرازِ | |
ومن بعْدٍ فإنَّ اللّهَ أوْلى | به عبْداً ومن صِيدِ المَغازي | |
أعدَّ له منَ الخيْراتِ حُسْنى | ومنْ أسْنى جوائِزَ أو جَوازِ | |
إلى الجنّاتِ معْ صحْبٍ كرامٍ | وربَّييَّن في ركْبٍ مُوازِي | |
بحيثُ الحورُ في عدْنٍ حِساناً | هَدِيّاتٍ بحِلٍّ لا ابتزازِ | |
وهذي غايَةُ العبْدِ المزكّى | مِنَ الرحمنِ إذْ أسْمى الجَوازي |
* * *
أماهِرُ أنتَ ماهِرُ قنْصِ صَيْدٍ | وذلك في الحقيقة لا المَجازِ | |
فكاسْمِكَ نَعْتُك الأعلى بِحِذْقٍ | بِقتْل الهُودِ أرباب المَرازي | |
وأنْعِمْ بالمُسَدَّسِ تقْتنيهِ | بما فيه رصاصاتُ اكْتنازِ | |
قتلْتَ ثلاثةً منهم خِباثاً | بواحدةٍ لكلِّ فشٍ ونازي | |
هَبَطْتَ عليهِمُ جَوّاً كَنَسْرٍ | وصَقْرٍ فوق مَرْقَبَةٍ وبازِي | |
فكانَ مَصيرُهُمْ صَعْقاً وقعْصاً | ودونَ حَرَاكَ أوْ أيِّ اهتزازِ | |
بِطلْقاتٍ ثلاثٍ سارِباتٍ | إلى أهدافِها دُونَ انْحِيازِ | |
إلى أُخرى يميناً أو شِمالاً | فَمُطلِقُهُنَّ من أرقى طِرازِ | |
و يرمي صادقاً لله يرجُو | ثَواباً عندَهُ يَوْمَ التّجازي |
* * *
أثارَك يا حُوَيْطيُّ المآسِي | مِنَ القتْلِ الذَّريعِ بلا انْحجازِ | |
بِغَزَّةَ مَحْوَ قَوْمٍ أوْ دِيارٍ | كما التحريقُ في أفرانِ غازِ | |
بِلا رُحْمى ولا خُلُقٍ و دِينٍ | وأيْنَ الخُلْقُ مِنْ حُمُرٍ نوازي | |
هِيَ النِّيرانُ تزدادُ اشتِعالاً | بِصَبِّ الزَّيْتِ مِنْ نِفْطٍ وكازِ | |
فلَمْ تُطِقِ احتمالاً واصْطِباراً | على ضَيْمٍ شديدٍ جِدِّ رازي | |
وأنتَ المسلمُ البَرُّ المرَبّى | على خيْر الطَّبائعِ والنِّحازِ | |
وَوِلْدِ عَشِيرةٍ عُرِفَت بِخُلْق الشَّهامَةِ والرُّجولةِ كالبوازي | ||
وحُبِّ شهادةٍ في القُدْس تُرْجى | ألا نِعْمَ الكِرامُ هم الجَوازي | |
فكمْ مِنْهمْ شهيدٍ يَعْرُبِيٍّ | حنيفٍ بالدَّنيّةِ جدِّ هازي |
* * *
فهذا نايِلُ الجازي ابْنُ حَمْدٍ | شهيدُ القُدْس في شَرَفٍ مُمازِ | |
بحربِ الأرْبعينَ فتىً نَجيباً | وهارونُ ابن جازي إذْ يوازي | |
بيوْمِ القسْطلِ الحمْراءِ قَدْرَ الحُسَيْنِيِّ الأَبِيِّ أباً لِغازِي | ||
وأذكُرُ منْهُمُ مَشْهورَ لَيثاً | بيومِ كرامةٍ للهُودِ خازِي | |
هُمُ القَوْمُ الشِّهامُ ذَوُو أُصُولٍ | عَلِيّاتٍ وأَشْياخُ البَرازِ | |
ومنهم حِبُّنا يُسْرِي زميلاً | لنا- في مجلس النُّوّاب – آزي | |
سميحٌ خُلْقُه بِسخاءِ كَفٍّ | وطيبُ الفرْع من طيبِ الرِّكازِ | |
فَحَيَّهلا بإخوانٍ نَشامى | يُرَفِّعُ مجدَهم خيْرُ ارْتكازِ | |
وحيّاهم بأردنٍّ رباطاً | وفي الإسرا وسينا والحجاز |
* * *
ومِنْ خِيسِ الشِّمال عرينِ أسْدٍ | مدينةِ إرَبدَ الزَّهْرا الحِيازِ | |
مِنَ (الإخْوانِ) للجازي خُصوصاً | ولِلْكُلِّ الحُوَيْطاتِ التعازي | |
تعازٍ مَعْ تَهانٍ أوْجَبَتْها | أيادي ماهِرٍ خِدْنِ المَفازِ | |
وحَيّا اللّهُ (أذْرُحَ) قد نمته | و أَهْلَ مَعانَ بالحُسْنى يُجازي | |
ويَنْصُرُ أهْلنا ضِفاًّ وغَزّاً | وجَمْعَ الهُودِ بالسُّوأى يُزازي | |
وقَبَّحَ وَجْهَ (بَيْدِينٍ) و (نَتْنٍ) | كلامُهُما كمثلِ الخاز بازِ | |
فظلْمٌ كُلُّه والظُّلْمُ شيْنٌ | وَأَبْئِسْ بالحُمولةِ والجَهازِ | |
ومبْدا السَّيْلِ قَطْرٌ فانْهِمارٌ | ليجرِفَهُمْ إلى وادي المهازي | |
ونحنُ بأرضِنا أغراسُ نَخْلٍ | فإمّا النَّصْرُ أو موتُ المُغازي |
أيمن د. علي العتوم
إربد – غابة جرن الغزال-بين مسجدي الأبرار والجُنيد
12 ربيع الأول1446 ه
الأحد 15-9-2024م