تأخر رد المقاومة قليلاً

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
كتب : عبد الله المجالي

قبل أن أضع اللمسات الأخيرة على مقالي وإرساله للنشر، وكان بعنوان “لماذا تأخر ردّ المقاومة؟” جاء الرد الذي انتظره كثيرون ومنهم العدو الصهيوني ذاته.

كان سؤال “لماذا تأخر الردّ؟” سؤال المليون خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية.

لماذا لم تردّ المقاومة على المجزرة الوحشية التي ارتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة وراح ضحيتها ثلاثة من كبار قادة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وعدد كبير من النساء والأطفال.

المتسائلون من بني جلدتنا كانوا صنفان؛ صنف من أنصار المقاومة وهم يتألمون لوقوع كل هذه الضحايا، وهم الذين اعتادوا على رد مؤلم من المقاومة، لكنهم انتظروه هذه المرة طويلا. هذا الصنف تنفس الصعداء بعد الردّ، ليس لأن روح الانتقام تلبستهم، بل ليتأكدوا من أن المقاومة لا زالت رقما صعبا وقادرة على فرض معادلاتها برغم الفارق الكبير في القوة العسكرية المادية. 

وصنف شامت وتساءل بسخرية: أين مقاومتكم العبثية وأين ردها؟! هذا الصنف أصيب بالخزي وتوارى عن الأنظار منتظرا ربما خسائر فادحة حتى يعيد اسطوانته المعتادة: “هل يستاهل الأمر كل هذه الخسائر”! وينسى هؤلاء أن شعبا لم ينل حريته إلا بعد أن قدم تضحيات لا تخطر على بال.

لكن ليس أولئك الصنفان وحدهم من كانوا يستاءلون عن رد تأخر رد المقاومة؛ إنهم الصهاينة. هؤلاء لا يتساءلون كما يتساءل الصنفان الآخران وهم جالسون في بيوتهم يحتسون القهوة ويتابعون وسائل التواصل الاجتماعي، بل لقد عاشوا ليلة ربما أسوأ من ليلة كانت المقاومة تردّ فيها. فمن لا يدري من أين تأتيه الصفعة يظل متوترا ومرتبكا وخائفا ولا يلوي على شيء.

عاش الكيان حالة من الترقب والطوارئ، مستوطنو غلاف غزة إما في الملاجئ أو أنهم غادروا، جامعات حولت الدراسة من حضورية إلى “عن بعد”، بعض الرحلات الجوية حولت مسارها، حتى أن جيش العدو أخلى المجندات من إحدى القواعد القريبة من غزة. كانت تلك لحظات انتصار “نصرت بالرعب”. ومع ذلك ظل السؤال حاضرا لماذا تأخر ردّ المقاومة؟!
في النسخة الأولى من المقال، أي قبل أقل من ساعة من انطلاق الردّ، إنه لا أحد يستطيع الردّ على السؤال بدقة سوى المقاومة ذاتها، ولا أحد يتوقع أن تخرج المقاومة وتعلن عن خططها في مؤتمر صحفي على الملأ، هناك اعتبارات استراتيجية وميدانية تخص المقاومة وحدها.

لم يتأخر الردّ كثيرا، وشخصيا كنت أتمنى أن تطول فترة القلق والارتباك والتوتر الصهيوني، وربما كانت مشاعر الصهاينة الغاضبة والمتوترة والتي انفجر بعضها في وجه الساسة “إلى متى نبقى هاربين”! ليست كافية كرد على جريمة كبيرة، لكن استمرارها أكثر كان سيحرج القادة الصهاينة الذين كانوا استعدوا للردّ الذي أقلقهم تأخره.

اكتب تعليقك على المقال :