بين سد النهضة وتوسع المستوطنات طاولة مفاوضات

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
كتب : فايز أبو شمالة

أنا أفعل ما أشاء على الأرض وأنت قل ما تشاء على طاولة المفاوضات، أنا لن أعترض على طرح أي موضوع يشغل بالك، وأنت لا تعترض على أي مشروع يشغل الأرض، وموعدنا طاولة المفاوضات التي تتسع لمناقشة كل الخلافات، وسنترك أنت وأنا للزمن القرار، والحكم بيننا سيكون في نهاية المشوار!

على طاولة المفاوضات عقدت القمة الإفريقية المصغرة برئاسة رئيس جنوب إفريقيا، الذي قال: إنه سيكون هناك المزيد من المفاوضات، وقال رئيس الوزراء السوداني: إن مصر وإثيوبيا والسودان اتفقوا على استمرار المفاوضات الخاصة بملء سد النهضة الإثيوبي، وقال بيان صادر عن الرئاسة المصرية: لقد تم التوافق في ختام القمة على مواصلة المفاوضات، والتركيز في الوقت الراهن على منح الأولوية لبلورة اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، وقال رئيس وزراء إثيوبيا: أعبر عن تقديري لشقيقي عبد الله حمدوك وعبد الفتاح السيسي على التفاهم المشترك الذي توصلنا إليه حول مواصلة النقاشات التقنية بشأن ملء السد، وقد أنجزنا العام الأول من ملء خزان السد.

نتائج تلك القمة الإفريقية المصغرة تحاكي السياسة الإسرائيلية بشأن القضية الفلسطينية، ثلاثون عاماً من الجلوس حول طاولة المفاوضات، والخروج بالبيانات، دون أن يتوقف بناء المستوطنات، فكانت النتائج كارثية على الأرض، وهذه هي السياسة الإثيوبية حول سد النهضة، سياسة نقلتها عن “إسرائيل” كاملة، تماماً مثلما نقلت عنها تجربتها في فرض الحقائق على الأرض، فـ “إسرائيل” ليست المعلم والمرشد والموجه لإثيوبيا، بل هي المحرض لها على بناء السد، وهي المخطط والممول، وهي الداعم للمشروع، و”إسرائيل” هي الرابح الأكبر من تصعيد الخلافات في المنطقة، وهي التي تذكي نيران الحروب التي تضمن لها الاستقرار والازدهار.

استئناف المفاوضات حول سد النهضة مع استمرار حجز مياه النيل سيضر بحياة ملايين العرب في مصر والسودان، والأصل أن تواصل مصر جهدها وفعلها الميداني حتى يتوقف حجر مياه النيل إلى حين التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم، ولكم أيها المصريون باستمرار بناء المستوطنات رغم المفاوضات تجربة وعظة، وخذوا حذركم، فقد توقف العمل بخمس محطات ضخ مياه في السودان، كانت تقدم للشعب السوداني شربة الماء حتى قبل عدة أيام.

الشعب الفلسطيني يحب مصر، ويخاف عليها من كل شر، ويعرف أن إشغال مصر بمشاكلها، وإغراقها بصراعات جانبية سيضر بالقضية الفلسطينية، ويخدم الأطماع الإسرائيلية، وهذا هو شعور الأمة العربية كلها، وهي تتمنى لمصر الانتصار الميداني في معركة الحياة والبقاء.

ملحوظة 1: مجلس الأمن الدولي لن يطفئ ظمأ مصر، ولن تقدم الأمم المتحدة ما ينفع مصر، تماماً مثلما لم تقدم الأمم المتحدة شيئاً نافعاً للقضية الفلسطينية.

ملحوظة 2: التحكيم الدولي الذي لجأت إليه مصر للفصل بينها وبين “إسرائيل” حول ملكية طابا على البحر الأحمر قبل عشرات السنين لا يتناسب للفصل بين مصر وأثيوبيا حول سد النهضة، فـ”إسرائيل” التي قبلت بالتحكيم الدولي كانت تعرف أنها إذا خسرت أرض طابا المصرية فإنها ستربح اعتراف مصر بحق “إسرائيل” في أرض فلسطين، بينما سترفض أثيوبيا أن تضع مستقبل شعبها ومصالحها على طاولة التحكيم!

اكتب تعليقك على المقال :