تأتي الذكرى الثالثة والسبعون للنكبة الفلسطينية هذا العام في ظل ما تمر به القضية الفلسطينية من تحولات استراتيجية عميقة، وما هبّة القُدس الرمضانية، والمعركة التي تقودها المقاومة الفلسطينية في هذه الأوقات إلا دليل حيّ أن الحقوق لا تسترد إلا بالقوة، وعلى الرغم من مرور 73 عاماً على النكبة، إلا أن الشعب الفلسطيني مدعوماً بعمقه العربي والإسلامي يقود معركة التحرير، ويرفض الاستكانة للواقع المُر، يقدم الشهداء والجرحى عبر مسيرةٍ نضالية طويلة في مواجهة المشروع الصهيوني دفاعاً عن حقوقه التاريخية والإسلامية في أرض فلسطين، مع التأكيد على أن تضحيات الشعب الفلسطيني لن تذهب هدراً، وستبقى وقوداً في معركة التحرير.
وإزاء التطورات المتلاحقة على أرض فلسطين، وفي ظل المعركة المحتدمة التي تأتي في ذكرى النكبة تؤكد جماعة الإخوان على ما يلي:-
أولاً: إن جماعة الإخوان المسلمين دوماً مع الشعب الفلسطيني، ومقاومته الباسلة التي تخوض اليوم معركةً مفتوحةً مع الإحتلال الصهيوني، والتي أُطلق عليها “سَيف القُدس”، دفاعاً عن مسرى نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، وإننا نشدد على ايماننا الكامل والمطلق بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، ورفض كل المشاريع التي تنتقص من ذلك.
ثانياً: تشدد جماعة الإخوان المسلمين في ذكرى النكبة على أن أرض فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر، لا يحق لأحد أن ينتقص منها أو يتنازل عن شبر واحد منها، مع التأكيد على أن الحقوق لا تسقط بالتقادم، وإنَّ الشعب الفلسطيني يسعى اليوم عبر معركته الجهادية الباسلة على كامل التراب الفلسطيني، لإنتزاع حريته واستقلاله، وهو -بإذن الله- سينتصر في هذه المعركة البطولية، وهو اليوم يعطي العالم دروساً عظيمةً في الصمود والثبات ومقاومة المحتل.
ثالثاً: ندعو الشعب الأردني الذي وقف وما زال مع أشقائه الفلسطينيين -داعماً ومناصراً-، للاستمرار في المشاركة بكافة الفعاليات المباركة الرافضة للممارسات الصهيونية التهويدية في المسجد الأقصى المبارك، ورفض المجازر التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة عبر استهداف المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ، واستهداف المنازل والأبراج السكنية، وإننا نرى أن ما يرتكبه الاحتلال الصهيوني في غزة والضفة الغربية ومناطق الـ 48، يعبر عن الحقيقة الإجرامية لهذا الاحتلال.
رابعاً: تجدد جماعة الإخوان المسلمين دعواتها السابقة للحكومة الأردنية للإنسجام مع الموقف الشعبي المطالب بقطع كافة العلاقات مع الكيان الصهيوني، وفي المقدمة منها اتفاقية “وادي عربة” المشؤومة وكل ما تمخض عنها من تعاون وتنسيق وتبادل دبلوماسي، وإلغاء اتفاقية الغاز المسروق من الشعب الفلسطيني، وطرد السفير الصهيوني من الأردن، وإغلاق مبنى سفارة الاحتلال، واستدعاء السفير الأردني من الكيان الصهيوني بالسرعة القصوى.
وإننا في هذا الصدد لنطالب صانع القرار في الأردن، بضرورة الرد بقوة على كافة التهديدات الصهيونية للأردن، واعتداءاته المتكررة على المسجد الأقصى المبارك، والتي تستهدف الوصاية الأردنية على المقدسات في القدس المحتلة، ومشاريع صفقات القرن ومخططات الضم ووقف المخططات الصهيونية لتشريد أهالي حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، لأن ذلك كله يشكل تهديداً مباشراً على الأردن، وسيادته وأمنه الوطني.
خامساً: تؤكد جماعة الإخوان المسلمين في ذكرى النكبة على أن الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده سيبقى متمسكاً بحقوقه الثابته وفي مقدمتها حق العودة، بالعودة إلى كامل التراب الفلسطيني وتحقيق المصير هناك، حتى إقامة دولته الفلسطينية على كافة الأراضي الفلسطينية المسلوبة وعاصمتها القدس الشريف.
سادساً: تدعو جماعة الإخوان المسلمين جميع العرب والمسلمين، وجميع الأحرار في العالم لدعم صمود الشعب الفلسطيني في مقاومته المشروعة والباسلة بوجه الغطرسة الصهيونية التي تستهدف البشر والحجر والشجر في فلسطين، حتى تتمكن من التصدي للاستهداف اليومي ضد المسجد الأقصى والمقدسات وصولاً إلى الانخراط الفعلي في مشروع تحرير المقدسات وقلبها المسجد الأقصى.
المكتب الإعلامي
لجماعة الإخوان المسلمين
الأحد 4 شوال 1442 هـ
الموافق 16/مايو/2021 م