بعد سنوات من التسريبات، والتمهيد الإعلامي والسياسي، حول ما يسمى بـ”صفقة القرن”، جاء الاعلان الأمريكي بصفاقة لبنود هذه المؤامرة ليؤكد أن الهدف الرئيس منها هو تصفية القضية الفلسطينية، وفق رؤية صهيونية يمينية متطرفة.
إن جماعة الإخوان المسلمين ترى أن خطاب الرئيس ترامب جاء استعراضياً، وشكلاً من أشكال الدعاية الانتخابية الممجوجة، إرضاءً للكيان الصهيوني بشكل متهافت، لنيل أصوات اللوبي الصهيوني على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته وحقوقه التاريخية الثابته ومعاناته المستمرة منذ ما يزيد على سبعة عقود.
إن خطاب ترامب حمل كماً كبيراً من الاحتقار لحقوق الشعب الفلسطيني واستخفافاً مرفوضاً بنضالاته وجهاده، وما أتى به هو تجمعات سكانية يستحيل أن تشكل دولةً قادرة على البقاء.
إننا في جماعة الإخوان المسلمين نرفض بشكلٍ قاطع، هذه المؤامرةِ الأمريكية، ونحذر من خطورتها وآثارها الكارثية على الأمتين العربية والإسلامية، كما نحذر من خطورة الاستمرار في هذه الصفقة المشبوهة ، ونشدد على موقفنا الرافض بالاستمرار في هكذا مخططات لا تحمل في طياتها إلا الضوء الأخضر للكيان الصهيوني للمضي قدماً في إجراءاته الاستعمارية والاستيطانية على حساب الأردن وفلسطين.
إن المخطط الأمريكي باستغلال حال الأمة، لتصفية القضية الفلسطينية، وتهجير أهلها والقضاء على مقدساتها، سيبوء بالفشل ، لا سيما وأن الشعوب العربية والإسلامية وفي مقدمتها الشعبان الفلسطيني والاردني متمسكون بحزم بموقفهم الرافض للصفقة الأمريكية المتآمرة.
إن جماعة الإخوان المسلمين تدين كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، وكافة الإجراءات المتماهية مع صفقة القرن الصهيوأمريكية، فالتطبيع شراكة في الجريمة، وخيانة للقضية الفلسطينية، وطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني ونضالاته وصموده، ومعادات لشعوب الأمة الحرة.
إن جماعة الإخوان المسلمين تعبر عن أسفها وإدانتها لإعلان هذا المخطط بترتيب وتعاونٍ من بعض الأطراف العربية، في محاولةٍ لبيع القضية الفلسطينية والتنازل عن القدس وقلبها المسجد الأقصى المبارك، والقضاء على المقدسات الإسلامية في القدس المحتلة، تمهيداً لتهويدها بعد ذلك، والعمل على تهجير الفلسطينيين من ديارهم من جديد بعد نكبة عام 1948، وتوطين اللاجئين الفلسطينيين في أماكن تواجدهم، والقضاء على قوى المقاومة الحية في فلسطين المحتلة.
إنَّ جماعة الإخوان المسلمين تدعو الحكومة الأردنية للقيام بواجبها لمواجهة هذه الصفقة المشبوهة فالخطر الذي تحمله يهدد الأردن، تماماً كما أنها تهدد فلسطين، وعليه فإننا نطالب الحكومة برفض الصفقة دون مواربة، والعمل على بناء الجبهة الداخلية، وتحقيق الإصلاح الشامل والمنشود، وأساسه الإصلاح السياسي، والسعي نحو بناء موقف عربي موحد رافض للمؤامرة الأمريكية والبدء بخطوات عملية جادة
من خلال وقف اتفاقية الغاز مع العدو الصهيوني، وإيقاف العمل باتفاقية وادي عربة المشؤومة، وطرد السفير الصهيوني خارج الأراضي الأردنية.
وفي المقابل ندعو السلطة الفلسطينية لوقف التنسيق الأمني مع المحتل وإفساح المجال واسعاً أمام الشعب الفلسطيني وقواه الحية في الضفة وفي كل فلسطين للانتفاض بوجه المحتل وقلب الطاولة على المقامرين بالقضية وإسقاط هذه المؤامرة.
كما ندعو شعوب الأمتين العربية والإسلامية، للانتفاض في وجه هذا المشروع الأمريكي الإحتلالي، ودعم الشعب الفلسطيني، وقضيته العادلة، والوقوف خلف المقاومة الفلسطينية بكل الوسائل والسبل، وتوحيد الأمة لمواجهة الخطر الصهيوني المحدق بها، والمشاركة بقوة في فعاليات شعبية حاشدة رافضة للصفقة المؤامرة، فأرض فلسطين، هي وقف إسلامي لا يجوز ولا يحق لكائنٍ من كان، التفاوض عليها، أو التنازل عن شبرٍ واحدٍ منها، وحق العودة إلى فلسطين حق مقدس لا يسقط بالتقادم، ولا يقبل المساومة.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )
جماعة الإخوان المسلمين
الأردن – عمان
٤/جمادى الثاني/١٤٤١
الموافق 29/1/2020م