106 سنوات مرت على جريمة القرن بوعد بلفور المشؤوم، التي ارتكبتها بريطانيا يوم أن تعهدت بوطن قومي لليهود على أرض فلسطين المباركة، دون وجه حق، فيما الشعب الفلسطيني اليوم يحيي هذه الذكرى الأليمة بالمزيد من الدماء والأشلاء والشهداء والتضحيات.
ومنذ ذلك اليوم المشؤوم، والعدو الصهيوني مستمرٌ في ارتكاب المزيد من المجازر والمذابح بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، والتي لم يكن آخرها ما نشهده اليوم من مذابح وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة الصامد، يأتي هذا بدعم ومباركةٍ أمريكيةٍ بريطانيةٍ غربية.
إننا في جماعة الإخوان المسلمين نعتبر أن بريطانيا والغرب مسؤولون بشكل مباشر، عن استمرار مأساة الشعب الفلسطيني، وما يتعرض له اليوم من نهبٍ للأرض، وتشريدٍ للسكان، ومحاولاتِ تهجيره مجدداً عن أرضه ووطنه، وصولاً إلى التعبير صراحة عن الأطماع اليهودية الجادة في الأردن على أنه جزءٌ من أرضهم الدينية!، وأن كل ذلك يجري نتيجة الوعد البريطاني الباطل، وغير الشرعي، وغير القانوني.
إننا في جماعة الإخوان المسلمين لنتوجه بالتحية والإكبار إلى الشعب الفلسطيني الصامد المرابط على أرضه، على ما قدمه من مقاومة لكافة المخططات الصهيوأمريكية لترحيله عن أرضه من جديد، ونكبر فيه صموده وثباته وتصديه لكل المؤامرات والمخططات التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني اليوم يثبت مرة أخرى، ومجدداً أن تعاقب السنوات والإجرام الصهيوني لم يزده إلا ارتباطاً بحقه، وإصراراً على مقاومة عدوه.
ستظل المقاومة الفلسطينية خياراً استراتيجياً أثبت جدواه، ولا تراجع عنه لاسترداد حق الشعب الفلسطيني، وصولاً إلى كنس الاحتلال عن هذه المباركة.
تطالب جماعة الإخوان المسلمين بضرورة أن يرتقي الموقف الأردني الرسمي، بخطوات ضرورية عاجلة، لحشد الموقف العربي، لوقف فوري للعدوان على المدنيين في غزة، وصيانة دماء الأطفال، وتحريك المؤسسات الدولة للقيام لدورها القانوني والأخلاقي، وإلغاء كافة الاتفاقيات مع العدو الصهيوني.
كما نتوجه بالتحية إلى شعبنا الأردني العظيم، المستمر في فعالياته المناصرة للحق الفلسطيني، والرافضة لإجرام الاحتلال، والداعمة للمقاومة في قطاع غزة، وندعوه للاستمرار في هذه الفعاليات، التي أظهرها الشعب الأردني الأبي بكل تكويناته العشائرية والحزبية والنقابية، وكل أحرار وشعوب العالم، والتي انطلقت منذ اليوم الأول وحتى اليوم.
﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾(الحج٣٩-٤٠)
والله أكبر ولله الحمد
المكتب الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين
الخميس، 19 ربيع الآخر 1445 هجرية
، الموافق 2/نوفمبر/2023
جماعة الإخوان المسلمين