بسم الله الرحمن الرحيم
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }. الإسراء (1)
نتفيأ في هذه الأيام ظلال ذكرى عظيمة جليلة،ذكرى الإسراء والمعراج، التي سطرها الله عز وجل، خالدة في كتابه، لتكون نبراساً للأمة حتى تقوم الساعة، فتصحح البوصلة وتوجه الأمة إلى العناية بقضيتها المركزية، التي خص الله مركز بركتها فجعل من المسجد الأقصى آية في القرآن الكريم .
إن رحلة الإسراء والمعراج من آيات الله الكبرى ومعجزاته العظمى، اختصَّ الله بها نبينا وحبيبنا محمدا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لتكون كنزا من الدروس والعبر لأمتنا الإسلامية فتعلمنا معنى التصديق واليقين بالله عز وجل ، والاطمئنان بأن نصر الله قادم لا محالة.
وما اختص الله عز وجل نبينا المصطفى عليه الصلاة والسلام بإمامة الأنبياء والمرسلين في المسجد الأقصى المبارك إلا ليؤكد للأمة الإسلامية بأن الريادة والقيادة والمجد دائم لهذه الأمة مادامت متمسكة بدينها وعقيدتها، ومتمسكة بثالث الحرمين الشريفين وأولى القبلتين، ومؤمنة بأن فلسطين والقدس والأقصى جزء لا يتجزء من عقيدتها.
إن ذكرى الإسراء والمعراج إذ تمر بنا هذه الأيام لتتزامن مع ذكرى معركة الكرامة الخالدة التي سطرت آيات الإسراء والمعراج حقيقة واقعة، فكانت نصرا خلده التاريخ على العدو الصهيوني الجبان، فروّى بواسل الجيش العربي أرض فلسطين بدمائهم الزكية، في ملحمة بطولية، قهرت جيشا كان يظن أنه لا يهزم، فألف تحية ورحمة لأرواح شهدائنا الأبرار، وجمعنا الله بهم في الفردوس الأعلى من الجنان.
إننا في ظل ذكرى الإسراء والمعراج المباركة وفي مناسبة استحضار معركة الكرامة، لنحيي جهاد المرابطين والمرابطات في الأقصى، والثابتين على الثغور في غزة العزة وفي كل فلسطين، نشد على أيديهم، وندعو لهم، وندعو الأمة لنصرتهم ودعم صمودهم فهم خط الدفاع الأول ليس عن فلسطين فحسب بل عن الأمة كلها، حتى يأذن الله بوعده الصادق الثابت بتحرير المسجد الأقصى المبارك ﴿وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوا تَتْبِيْرًا﴾ (7)
إن جماعة الإخوان المسلمين وفي ظل هذه المناسبات الجليلة، وفي ظل ما يمر به وطننا الحبيب من ابتلاء ووباء عم أركان الأرض وشعوبها، لتدعو شعبنا وأمتنا لاستحضار عظمة الله الخالق وقدرته ،والعودة إليه، والإنابة له، واستحضار قدرته، ورفع الأكف عاليا تضرعا ودعاء له، بأن يرفع عنا هذا البلاء، ويجنبنا هذا الوباء، ويحمي وطننا وكل الأوطان من الأمراض، والأوبئة، وسيء الأسقام.
وفي الختام نؤكد أن جماعة الإخوان المسلمين تضع كل ما تملك من خبرات وإمكانات وقدرات وكوادر خدمة لوطننا الحبيب وبما يخدم الإجراءات الرسمية لمواجهة هذا الوباء حتى يرفع الله الغمة وما ذلك على الله بعزيز.
﴿وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ﴾ (الحج، 78)
المكتب الإعلامي
لجماعة الإخوان المسلمين
الأردن – عمان
٢٢/٣/٢٠٢٠م