أظهرت دراسة جديدة أن البكتيريا التي تعيش في أفواهنا قد تساعد في انتشار سرطان القولون والمستقيم عن طريق ربط الخلايا السرطانية بشكل فعال بعضها مع بعض.
وبينما تنتقل البكتيريا عبر الأوعية الدموية، قال أحد المشاركين في الدراسة لمجلة “نيوزويك“؛ إن النتائج تشير إلى أن المحافظة على نظافة فمنا، قد يساعد في إبقاء الجراثيم المعروفة باسم
نواة الفيوزوبتيريوم “Fusobacterium nucleatum” تحت السيطرة.
وكانت الأبحاث السابقة قد ربطت “نواة الفيوزوبتيريوم” سابقا بتفاقم سرطان القولون والمستقيم، والخلايا التي توجد داخل خلايا سرطان القولون والمستقيم التي انتشرت إلى مناطق أخرى من الجسم.
ولإجراء الدراسة، قام الباحثون بزراعة البكتيريا إلى جانب خلايا سرطان القولون والمستقيم والخلايا المناعية الصحية في المختبر. عندما أصابت بكتيريا “نواة الفيوزوبتيريوم” الخلايا، قامت بإعطائهم نوعين من البروتين.
وقال دانييل سلايد الأستاذ المساعد في كلية الزراعة وعلوم الحياة في فيرجينيا تيك، إن البروتينين هما “IL-8” و “CXCL1” وتم ربطهما سابقا بنتائج ضعيفة لمرضى السرطان.
وأدى إطلاق هذه البروتينات إلى انتشار الخلايا السرطانية، بغض النظر عما إذا كانت الخلايا نفسها مصابة وتنتشر في الطبق المخبري.
وقال سلايد؛ إن هذا يمكن مقارنته بالبروتينات التي تجعل الخلايا السرطانية ترتبط وتتواصل.
وعندما قام الفريق بتعريض الخلايا لنوع من السكر، وجدوا أن ذلك يمنع البروتينات من الانطلاق، ويمنع الجراثيم من دخول الخلايا السرطانية.
وزرع الفريق أورام القولون والمستقيم في الفئران، ووجدوا أن أولئك الذين يحملون “نواة الفيوزوبتيريوم” كانوا قادرين على التحول والاتصال مرة أخرى في الكبد.
وقال سلايد: “نشعر أن هذه الدراسة مهمة؛ لأنها تظهر أن بكتيريا الفم البشرية قادرة على إحداث ورم خبيث في الخلايا السرطانية المسؤولة عن حوالي 90% من وفيات السرطان”.
ولكن، هناك حاجة إلى المزيد من البحث حول هذا الموضوع قبل استخدامه لمساعدة مرضى السرطان.
وقال سلايد: “حتى الآن لا توجد مضادات حيوية أو لقاحات تستهدف هذه البكتيريا تحديدا، لذا يجب علينا أن نتوخى الحذر عند علاج هذه العدوى في مرضى السرطان باستخدام المضادات الحيوية واسعة النطاق، التي يمكن أن تعطل الميكروبيوم الصحي”.
وأضاف: “ما زلنا بحاجة إلى الاستمرار في هذا البحث لتحديد المستوى الميكانيكي، وكيف تسرع هذه البكتيريا من السرطان وتنشره”.
وقال سلايد؛ إن الخلاصة التي يمكن أن نستفيد منها الآن، هي أنه “يمكن للناس أن يتجنبوا العدوى عن طريق الحفاظ على صحة فمهم بشكل جيد، التي يمكن أن تبقي “نواة الفيوزوبتيريوم”
في الأسنان تحت السيطرة”.
وقال البرفويسور جاك نيفجيس رئيس قسم الخلية وعلم الأحياء الكيميائي بجامعة ليدن في هولندا الذي لم يشارك في الدراسة لمجلة “نيوزويك”، إن البكتيريا التي درسها الفريق صعبة النمو وقليل من المختبرات يمكنها زراعتها واختبار آثارها.
وأضاف أن الدراسة قد توفر المزيد من الدوافع للناس للاعتناء بصحة أسنانهم، “إذا تم تأكيد ذلك في مزيد من الدراسات، فقد يتم تضمين مضادات حيوية معينة في معجون الأسنان للقضاء على هذه البكتيريا، ولكن يجب علينا أولا أن نعرف إلى أي مدى تساهم هذه البكتيريا في تكوين السرطانات”.