بعد عامين من الانتظار تميم في عمّان

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
كتب : حازم عياد

تجاوزت عمان والدوحة المعيقات التي وقفت حائلًا امام تطوير العلاقات بين البلدين، وأعقبت اندلاع الازمة الخليجية بين دول الرباعية العربية (القاهرة وابوظبي والمنامة والرياض) ودولة قطر؛ فالعلاقات الاردنية القطرية قطعت شوطا طويلا مهد لزيارة الامير تميم بن حمد خليفة آل ثاني الى العاصمة عمّان، ولقائه الملك عبد الثاني غدًا الاحد. 

أولى الخطوات كانت بمسارعة الدوحة إلى تقديم وجبة من المساعدات الى المملكة الاردنية، لتخطي الازمة الاقتصادية الاجتماعية التي عبر عنها باحتجاجات الدوار الرابع في حزيران (رمضان) 2018؛ إذ بادرت الدوحة لفتح سوق العمل القطرية للأردنيين، وقدمت نصف مليار دولار كمساعدات للمملكة.

المبادرة القطرية تبعتها زيارات مكوكية لمسؤولين ووزراء من الاردن كان على رأسهم وزير العمل نضال البطاينة في العام 2018 ورئيس مجلس النواب فايز الطراونة في العام 2019 ورئيس هيئة الاركان المشتركة يوسف أحمد الحنيطي. وبعد عام من الحوارات وتفعيل آليات العمل لتشغيل العمالة الاردنية تبادلت الدوحة وعمان السفراء بتعيين الشيخ سعود بن ناصر بن جاسم آل ثاني سفيرا فوق العادة في عمان، وزيد اللوزي الامين العام السابق  لوزارة الخارجية الاردنية سفيرا في الدوحة.

لم تمض أشهر معدودة على تبادل السفراء حتى أعيد افتتاح مكتب قناة الجزيرة في العاصمة عمّان، لينتهي آخر فصل من فصول ازمة حصار قطر والضغوط الاقليمية العربية المرتبطة بها.

زيارة الامير تميم ترجمة عملية للوضع الطبيعي والصحي للعلاقات الاردنية القطرية، زيارة طال انتظارها؛ فالتقدم الحاصل في العلاقات الاردنية القطرية حصيلة عملية لتجاوز ازمة الحصار التي كبدت الاردن خسائر اقتصادية؛ نتيجة تراجع الصادرات الاردنية الى قطر، وفوتت الفرص الاقتصادية المرتبطة بعملية الإعمار الكبيرة استعدادا لمونديال 2022.

رغم أن عملية الانفتاح احتاجت الى عامين كاملين، الا ان الكثير من المياه جرت في قنوات الاقليم فتراجعت حدة المواجهات الاعلامية والسياسية بين دول الرباعية وقطر، وتأرجحت الازمة بين مد وجزر؛ فشاركت البحرين والامارات العربية والسعودية في مونديال خليجي 24 في ظل حديث متواصل عن بوادر لإنهاء الازمة، كما استضافت الدوحة فريق الزمالك المصري ليلعب مع نظيره الترجي التونسي.

حالة التذبذب والتأرجح لا تعد السبب الوحيد للانفتاح المتسارع بين الدوحة وعمان؛ فالتطورات الخطرة في الملف الفلسطيني والاعلان عن صفقة القرن تعد واحدة من المبررات القوية لدفع عمان إلى توسيع مروحة علاقتها لتشمل نشاطًا سياسيًّا على ارفع المستويات يتمثل بالقمم الرئاسية، فالمصالح الاردنية العليا الاقتصادية والسياسية تتطلب تنويع الخيارات السياسية والاقتصادية.

قطر في المحصلة النهائية تعد أكبر المصدرين للغاز في العالم؛ اذ تحتل مركز الصدارة عالميا بحصة تبلغ  34% من حجم صادرات العالم من الغاز، وتتبوأ موقعا مهما في الاقليم مكنها من لعب ادوار لا يستهان بها في صناعة السياسة في الاقليم.

اكتب تعليقك على المقال :