لأول مرة منذ أكثر من عامين تحط طائرة سعودية في العاصمة القطرية الدوحة.
الطائرة حملت المنتخب السعودي المشارك في بطولة خليجي 24 المقامة في الدوحة التي ستشارك فيها المنتخبات الخليجية، ومن ضمنها البحرين والإمارات.
يأمل الجميع ومنهم نائب وزير الخارجية الكويتي أن تكون هذه البطولة فاتحة خير لتسوية الأزمة الخليجية التي وصلت ذروتها بإعلان ثلاث دول خليجية (السعودية والإمارات والبحرين) مقاطعة قطر وقطع كافة العلاقات معها، ومنع زيارة أي مواطن من تلك الدول إليها، وطرد المواطنين القطريين المقيمين فيها.
لم تقف الأزمة عند حدود علاقات الدول الخليجية فيما بينها، بل اتسعت وتورط فيها العرب، نصرة لهذا الطرف أو ذاك، وبعضهم على غير رغبة منه، بل اتسعت لتشمل عواصم صنع القرار في العالم، وقد أنفق الطرفان أموالًا طائلة لاستمالة هذه العاصمة أو تلك، وأموالًا طائلة لاستمالة وسائل الإعلام العالمية المؤثرة، ناهيك عن مراكز البحث والدراسات العالمية.
إن آثار الأزمة الخليجية والانقسام الذي أحدثته في الأمة العربية تشبه إلى حد بعيد آثار الانقسام العربي في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وهي الانقسامات التي أورثتنا ضياع القدس الشريف والضفة الغربية والجولان وسيناء.
الانقسام الحالي الذي أفرزته الأزمة الخليجية انعكس سلبًا على قضية العرب والمسلمين المركزية: قضية فلسطين، كما انعكست سلبًا على مصائر الشعوب العربية في أكثر من بلد، وسمحت للأطراف الغربية بمزيد من التغلغل والتحكم بثروات الأمة، والأخطر أنها سمحت للعدو الصهيوني باستغلال الظرف الحالي لاختراق الوعي العربي والخليجي بالذات، وهو الذي كان عصيًّا على الاختراق طيلة عقود.
نتمنى أن تكون بطولة خليجي 24 فاتحة خير، وبداية لإنهاء الخلافات الخليجية.