بسرعة الصاروخ! انطلقت شعبية الرئيس التونسي الجديد قيس سعيد خلال فترة وجيزة.
الشخصية المغمورة عربيا، وشبه المنزوية تونسياً استطاع تجاوز «العتاولة» في
الدور الأول للانتخابات الرئاسية التونسية، وفي الدور الثاني استطاع تجاوز
«رأس المال» الذي هو سبب مصائب معظم الدول العربية حين يتحالف مع
الاستبداد.
قيس سعيد يقدم نموذجاً في السياسة العربية وجد مثلها في بعض دول أمريكا
اللاتينية التي انتخب رؤساءها بسطاء وشعبيون بعد أن ملت الشعوب هناك من
التحالف الأسود بين السياسيين ورؤوس الأموال.
سعيد لم يقم بأي حملة انتخابية تقليدية، ولا بأي مهرجان.
ثلاثة عوامل في ظني جعلت من سعيد الخيار المفضل للتونسيين؛ وهنا يجب أن
نؤكد أننا أمام انتخابات حرة ونزيهة، وأن الشعب بكامل إرادته انتخب من
يريد.
البساطة والنزاهة والوضوح.. كانت الوصفة الثلاثية الحَرِيَّة لولوج سعيد قصر قرطاج.
كان بسيطا جدا، رآه غالبية التونسيين واحدا منهم وليس غريبا عنهم.
كان نزيها، لم يتلوث بأموال السلطة، لدرجة أنه رفض الاستفادة من التمويل الحكومي لحملته.
كان واضحا جدا، لا يتلعثم، ويعبر عما في داخله بصراحة، لا يراوغ مراوغة السياسيين التقليديين.