بايدن وتحالف القوى الديمقراطية

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
كتب : حازم عياد

تخطط ادارة الرئيس الامريكي جو بايدن لعقد مؤتمر دولي لدعم الديمقراطية.

مؤتمرٌ سيضم الدول والقوى الديمقراطية في العالم، واضعًا خططًا وإجراءات، ومخصصًا موازنات وإستراتيجيات لتعميم الديمقراطية على الصعيد العالمي؛ اذ ستربط  الادارة الامريكية سياستها الخارجية وتحالفاتها بمدى التزام الدول بالنهج الديمقراطي.

انعقاد المؤتمر الديمقراطي الدولي برعاية امريكية سيعني استعادة الولايات المتحدة الامريكية لقوتها الناعمة، وتنشيط تحالفاتها واستعادة الزخم لسياستها الخارجية التي شهدت تراجعا وعطبا على مدى السنوات الاربع التي ميزت حكم الرئيس السابق دونالد ترمب.

المكاسب المتوقعة من وراء عقد المؤتمر ستكون كبيرة، وترقى في حال نجاح المؤتمر لآثار قمة باريس للمناخ، غير ان الكلف ايضا ستكون كبيرة وستفتح بابا واسعا للتصارع مع الصين وروسيا، وعددًا لا بأس به من الحلفاء والقوى الاقليمية التي تملك الولايات المتحدة الامريكية معها علاقات وطيدة؛ فالقيم الديمقراطية والقوى الديمقراطية ستتحول الى عوامل توتر جديدة مع الحلفاء والاصدقاء والأعداء في الآن ذاته.

الإعلان عن نية الولايات المتحدة الامريكية عقد مؤتمر دولي لدعم الديمقراطية ما زال في مراحله الاولى، وما زالت ردود الفعل معدومة؛ اذ تجاهل الحلفاء والأعداء إعلان أعضاء في الادارة الجديدة نوايا امريكا إطلاق مؤتمر لدعم الديمقراطية. ورغم ذلك فمن المتوقع ان يوظف المؤتمر في الصراعات الدولية والاقليمية؛ تارة كورقة ضغط اضافية على الحلفاء، وكسبب من اسباب التوتر في العلاقات المستقبلية بين الولايات المتحدة الامريكية وبعض الاصدقاء والشركاء، وتارة كورقة تستغلها القوى المنافسة لأمريكا لجذب المزيد من الحلفاء المتوجسين من الديمقراطية وقيمها الليبرالية.

المؤتمر ما زال في مرحلة الترويج الاولى لفكرته الطموحة، وسيتحول بمرور الوقت الى كرة ثلج متدحرجة في السياسة الدولية لتصبغها بصبغة الادارة الجديدة الساعية لتعزيز القوى الديمقراطية في اوروبا على حساب الفاشية واليمين، وفي الوقت ذاته تعزيز القوى الديمقراطية وتحالفاتها في مواجهة الصين وروسيا، وأخيرًا كورقة ضغط على الحلفاء والشركاء الذين لعبوا دورًا خطيرًا في دعم ترمب واليمين الامريكي، وهي تحولات وغايات تتطلب رصد مواقف القوى الدولية والاقليمية للتعاطي مع بايدن وإدارته.

مواقفُ وردود فعل سترسم ملامح علاقات أمريكا بحلفائها وأصدقائها وأعدائها خلال الأعوام الاربعة القادمة في حال تحول المؤتمر الى حقيقة.

اكتب تعليقك على المقال :